كبّل المشرعون الأميركيون يدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، إذ أقر مجلس النواب الأميركي بشبه إجماع، أمس الأول، مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على كل من روسيا وايران وكوريا الشمالية، وبهذا تنتقل الكرة الى مجلس الشيوخ، الذي يتعين عليه إقرار النص بشكل نهائي، كي يحيله الكونغرس إلى البيت الابيض للمصادقة عليه.

وحاز مشروع القانون تأييداً ساحقاً، إذ لم يعترض عليه الا ثلاثة نواب، مقابل 419 نائبا صوتوا بالتأييد، في خطوة يتوقع ان تثير الغضب في موسكو، وأوروبا أيضا، إذ إن مشروع القانون يتيح فرض عقوبات على شركات اوروبية تعمل في قطاع الطاقة في روسيا.

Ad

وقال رئيس مجلس النواب بول راين، إثر التصويت، ان هذه العقوبات "تعزز الضغوط على اخطر خصومنا، بهدف إبقاء الاميركيين آمنين".

وبعد اقراره في مجلس النواب، سيعود مشروع القانون الى مجلس الشيوخ، الذي سبق له أن أقره في مطلع يونيو بغالبية 98 صوتا مقابل صوتين، لكنه بحاجة الآن الى التصويت عليه بصيغته النهائية، وهو أمر يتوقع حصوله قبل عطلة الصيف في أواسط اغسطس.

ويريد المشرعون الحد من سلطة ترامب، في الوقت الذي ينفتح فيه على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك معاقبة روسيا على حملة التضليل الاعلامي والقرصنة التي نسبت اليها خلال الانتخابات الرئاسية الاميركية، العام الماضي، فضلا عن ضمها شبه جزيرة القرم وتدخلها في أوكرانيا.

ويشمل مشروع القانون أيضا فرض عقوبات على ايران، ولا سيما على الحرس الثوري، المتهم بدعم الارهاب، وعلى كوريا الشمالية؛ لإطلاقها صواريخ بالستية.

وهدد ترامب إيران، أمس الأول، وطالبها بالامتثال لبنود الاتفاق النووي مع القوى العالمية، وإلا فستواجه "مشكلات كبيرة للغاية".

كما ينص مشروع القانون على آلية غير مسبوقة تثير غضب البيت الابيض، إذ تمنح النواب الحق في التدخل، في حال قرر ترامب تعليق العقوبات المفروضة حاليا على روسيا.

ورغم اعتراض السلطة التنفيذية، أصر مسؤولو الحزب الجمهوري على إدراج هذا البند في مشروع القانون، لتخوفهم من انفراج محتمل بين ترامب والكرملين.

وحتى لو لجأ ترامب الى الفيتو، فمن المرجح أن يتمكن الكونغرس من تجاوزه، من خلال اقراره مجددا بغالبية الثلثين في كلا المجلسين.

«أوباما كير»

من جهة أخرى، وفي انتصار أولي له، وافق مجلس الشيوخ الاميركي، أمس الأول، بفارق صوت واحد على بدء مناقشة إلغاء نظام "اوباماكير" للرعاية الصحية، مستهلا بذلك نقاشا يستمر أياما عدة، حول ملف تسبب بانقسام الغالبية الجمهورية منذ اشهر.

وسرعان ما وصف ترامب تصويت مجلس الشيوخ بأنه "خطوة كبيرة"، قائلاً: "أود تهنئة الشعب الاميركي، لاننا سنوفر لكم تغطية صحية رائعة، وسنتخلص من (أوباما كير)، الذي بصراحة كان يجب التخلص منه منذ مدة طويلة".

وأيد خمسون عضوا بدء المناقشة، في حين رفضها خمسون اخرون، مما اضطر نائب الرئيس مايك بنس للتصويت من اجل ترجيح الكفة لمصلحة المؤيدين، الأمر الذي يجيزه له الدستور، في حال تساوي الأصوات.

وينذر هذا بدرب طويل أمام الجمهوريين لإلغاء القانون، او استبداله، الذين يحاولون الحصول على سنتين لاستبدال أوباما كير.

وحضر السيناتور جون ماكين من أريزونا، حيث يخضع لعلاج من سرطان الدماغ، وكان من مؤيدي بدء النقاش. واستقبله زملاؤه بالتصفيق.

وبعد أن أدلى بصوته، حثّ ماكين الجمهوريين على الوقوف في وجه ترامب، الذي كثيرا ما وبخ "الكونغرس" الذي يهيمن عليه الجمهوريون، لعدم تحقيق تقدم فيما يتعلق بجدول أعماله.

إلا أنه انتقد العملية التي صاغ بها الجمهوريون المشروع، مستبعدين الديمقراطيين، ودون الأخذ في الاعتبار وجهة نظر الرأي العام.

وتبدأ، الثلاثاء المقبل، عشرون ساعة من المناقشات، وستجري عمليات تصويت عدة، في محاولة للتوصل الى إلغاء صرف لنظام الرئيس الديمقراطي السابق أو الى الغاء مخفف، لا تزال ملامحه الجمهورية غامضة.

ولم يظهر حتى الآن أي تفاهم داخل الغالبية الجمهورية، علما بأن المهمة الصعبة تقضي بأن يتوصل الجناح المحافظ ونظيره المعتدل الى تفاهم حول اصلاح جمهوري مشترك.

إلغاء مذكرة

وفي شأن التحقيقات حول التدخلات الروسية، ألغت اللجنة القضائية، بمجلس الشيوخ، مذكرة استدعاء صدرت بحق بول مانافورت، مدير حملة ترامب الانتخابية السابق، كانت ستلزمه بالإدلاء بشهادته، خلال جلسة استماع أمس.

وفي محاولة منه لإرضاء المحافظين، أعلن ترامب، أمس، على "تويتر"، أنه لن يتم السماح للمتحولين جنسياً بالالتحاق بالجيش، "بأي شكل من الأشكال"، ملغياً بذلك السياسة التي أعلن عنها الرئيس السابق باراك أوباما عام 2016.

وكتب ترامب في سلسلة من التغريدات: "بعد مشاورات مع جنرالاتي والخبراء العسكريين، أبلغكم أن حكومة الولايات المتحدة الأميركية لن تقبل أو تسمح للمتحولين جنسيا بالخدمة، بأي شكل من الأشكال في الجيش الأميركي".

وأضاف: "يجب أن يركز جيشنا على الانتصار الحاسم والكاسح، ولا يمكن تحميله عبء التكاليف الطبية الكبيرة والتعطيل الذي من الممكن أن يتسبب فيه المتحولون جنسيا في الجيش".

وفي شأن آخر، نفت وزارة الخارجية الاميركية، أمس الاول، عزم رئيس الدبلوماسية ريكس تيلرسون الاستقالة من منصبه، نافية تقارير اشارت إلى خلافات مع البيت الابيض.

وقالت المتحدثة هيذر نويرت: "المعلومات كاذبة. تحدثنا إلى الوزير، وكان واضحا جدا أنه يعتزم البقاء هنا في وزارة الخارجية".

سيشنز

وحول مصير وزير العدل، تجنب ترامب، أمس الأول، الرد مباشرة على ما اذا كان يعتزم إقالة جيف سيشنز، معربا عن خيبة أمله بشأن سيشنز، قائلا إن "الوقت سيقول" ما سيحدث. إلا أن حلفاء سيشنز اتهموا الرئيس بتنفيذ حملة علنية متعمدة للضغط عليه للاستقالة، بدلا من أن يقيله مباشرة.

وهاجم ترامب، أمس، سيشنز مجددا عبر "تويتر" قائلا: "لماذا لم يستبدل سيشنز مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية بالوكالة أندرو ماكابي، صديق كومي، الذي ترأس تحقيق كلينتون، والذي حصلت زوجته على 700 ألف دولار كدعم سياسي من هيلاري كلينتون؟".

في سياق منفصل، كشف ترامب، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت، عن مرشحين محتملين لرئاسة مجلس الاحتياطي الاتحادي، الأعوام القليلة المقبلة، هما جانيت يلين الرئيسة الحالية، وجاري كوهن المستشار الاقتصادي لترامب.