ما كل هذه الزُّرقة؟
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
ومن بين الأحاديث بين الأتراك، أو "الترك" كما يحبون أن تسميهم، هذه الأيام، الحديث عن التفكير والتحضير لإعادة العمل بعقوبة الإعدام على ضوء الانقلاب الفاشل، بعد أن تم إلغاؤها. ولعلهم لا ينجحون في ذلك. آمين. لكنني مازحت صديقاً: "أخشى أن يطبقوا عقوبة الإعدام على ملوثي البحار"، فقال بصوت يجمع بين الجد والهزل: "لا تستبعد ذلك، المسؤولون عن البيئة هنا يخافون عليها أكثر من أبنائهم".سمعت أيضاً أحاديث عما يحدث للسفن التي تتسرب منها الكيماويات في بحار تركيا، وسمعت عن العقوبات التي تتعرض لها الشركة مالكة السفينة، أو الغرامة القاصمة الظهر، وسمعت عن استنفارهم المبالغ فيه لتنظيف الأماكن الملوثة والمتضررة بأقصى سرعة، وسمعت وسمعت وسمعت...سمعت كل هذا وتذكرت ما تفعله بعض الجهات الحكومية الكويتية في شاطئنا المكلوم، من تفريغ للمجاري والملوثات الصناعية والكيماوية فيه، حتى فقد وعيه، ونفقت أسماكه، وانقلب لونه إلى اللون البني المسحوك، وكأنه ترعة في قرية مهجورة، في بلد يئن من الفقر المدقع. ويبدو أنني لن أعارض تطبيق عقوبة الإعدام في بعض الأحيان، في الكويت. ولا أريد أكثر من أن أرى ردود الفعل على وجوه الأتراك المسؤولين عن شواطئ تركيا، في حال استضفناهم ليلقوا نظرة سريعة على حال بحرنا وشاطئنا. لا أريد أكثر من ذلك.