جدران زاليبي... زهور ملونة

يقصد آلاف الزوار سنوياً من أنحاء مختلفة حول العالم قرية زاليبي البولندية الصغيرة، للتمتع بمشاهدة لوحات فنية في الهواء الطلق لجدران المنازل المزخرفة بأشكال زاهية لأزهار ملونة، مما يضفي جمالاً ساحراً على هذه المنطقة الزراعية الوادعة.

وضعت دانوتا ديمون كرسيها الصغير على جانب الطريق، لترسم بالألوان الزهور على سياج منزلها. فهذه السبعينية استفاقت عند الفجر، لإنجاز عملها بزخرفة جدار الطوب أمام منزلها في القرية الواقعة جنوب غرب بولندا.

هذه السيدة المسنة معروفة في المنطقة، لكونها رسمت أزهاراً في كل ناحية من منزلها، بما يشمل السقف والجدران والستائر والوسادات والملاعق الخشبية وسخان المياه، وصولاً إلى المراحيض.

وتتمتع ديمون ببراعة لافتة في استخدام الريشة، غير أنها ليست وحدها بهذا الوضع في القرية، إذ إن نساء زاليبي، وأحياناً رجالها، يزينون منذ ما يزيد على قرن منازلهم برسوم تقليدية.

واستقطبت القرية الصغيرة بسكانها، البالغ عددهم 700 نسمة، العام الماضي نحو 25 ألف زائر، بعضهم أتوا من اليابان أو الولايات المتحدة، للتأمل في الأشكال الزخرفية المميزة التي تزين ما يقرب من ربع المنازل المنتشرة بين حقول الذرة والفراولة والخس.

وظهر هذا التقليد نهاية القرن التاسع عشر، وكان يقوم في بادئ الأمر على تغطية الجدران المتشحة بالسواد، جراء سحب الدخان في محيط الأفران، على ما أوضحت فاندا خلاستافا رئيسة المركز الثقافي المحلي.