الأسرة... لماذا غابت عن السينما المصرية؟
حرصت السينما المصرية منذ بدايتها على الاهتمام بقضايا الأسرة المصرية وإشكالياتها، ونجحت غالباً في الاقتراب منها وترجمتها بشكل واقعي. ولكنها منذ فترة تهملها سواء شكلاً أو مضموناً، وكان آخر فيلم في هذا المجال «عائلة ميكي» الذي عرض قبل سنوات.
هل فقد المنتجون حماستهم نحو تلك القضايا؟ وهل السبب أن أفلام الأسرة أخفقت في مقابل نجاح الأفلام الكوميدية أو الحركة وحققت إيرادات مرتفعة، أم أن ثمة أسباباً أخرى؟
هل فقد المنتجون حماستهم نحو تلك القضايا؟ وهل السبب أن أفلام الأسرة أخفقت في مقابل نجاح الأفلام الكوميدية أو الحركة وحققت إيرادات مرتفعة، أم أن ثمة أسباباً أخرى؟
فيما تحرص الدراما التلفزيونية المصرية منذ سنوات على طرح قضايا الأسرة ومناقشتها مهما بلغت درجة حساسيتها، تتجاهل السينما المصرية هذه المواضيع تماماً. في هذا السياق، ترى الناقدة خيرية البشلاوي أن السينما تعكس عقلية الممول أو المنتج الذي يهتمّ بعرض المنتج التجاري وليس الفكري، سواء على مستوى الصورة أو المضمون، ما يساهم في طرح البضاعة الأكثر رواجاً وليس الأكثر منفعة، أي التجارية بغض النظر عن مضمونها.تتابع: «لذا لا نشاهد أفلاماً تتعرّض لأمور الأسرة أو المشاكل الخفية المسكوت عنها خلف جدران البيوت، وسينما اليوم تسمى «سينما هروبية»، إذ تتجاهل قضايا تهمّ المجتمع وتؤرقه، وتهدف إلى التسلية والترفيه، ولا تهتمّ بإعمال العقل».باختصار، يستهدف منتجو هذه الأفلام شريحة معينة هي الأكثر ارتياداً لدور العرض، وهم الشباب الذين يهمهم الترفيه بعيداً عن مشاكل الأسرة والمجتمع، لذا تُعرض لهم أفلام مسلية سواء حركة أو كوميديا، وكلها للأسف لا علاقة لها بالواقع الذي نعيشه.
وتضيف البشلاوي: «للأسف، السينما في عالم والواقع في عالم آخر، فالأخير مغيَّب تماماً عنها ولن يظهر على الشاشة السينمائية إلا في ما ندر، لأنها تسعى إلى الكسب المادي وليس الفكر العقلي».في المجال نفسه، تقول الناقدة ماجدة خيرالله إن «ثمة غياباً في السينما عن موضوعات شديدة الأهمية وليس أمور الأسرة فحسب، نظراً إلى أن لدى المتحكمين بهذه الصناعة اليوم اعتقاداً مترسخاً بأن مكان مشاكل الأسرة في الدراما التلفزيونية لا السينما، خصوصاً أن نجوماً كثيرين يسعى المنتج إلى التعاقد معهم لضمان نجاح فيلمه، يريدون تقديم أعمال الحركة والكوميديا ولا يهتمون بعرض المشاكل الاجتماعية الحقيقية. تُضاف إلى ذلك رغبة الجمهور في مشاهدة أدوار الأكشن والكوميديا. ذلك كله، على عكس أفلام الزمن الجميل التي كانت تطرح مشاكل أفراد العائلة وعلاقاتهم ببعضهم بعضاً وبالمجتمع».
رأي آخر
يختلف الناقد وليد سيف مع ما طرح من آراء، مؤكداً أن «الموضوعات الاجتماعية هي الأنسب لجمهور التلفزيون على اعتبار أن الدراما موجهة إلى الأسرة بمختلف الأعمار، فضلاً عن أن القضايا الاجتماعية والأسرية تهمّ أكبر شريحة من هذا الجمهور الذي تتشكل غالبيته من المسنين وربات البيوت الذين يلازمون المنزل غالباً. أما جمهور السينما فمعظمه من الشباب المنفتحين أكثر على السينما العالمية وموضوعاتها المتنوعة، وهي تلبي احتياجاتهم من تسلية وقضايا جريئة ومسكوت عنها، وتخرج بهم من حدود الأسوار الخانقة والموضوعات التقليدية».يختم: «يهتمّ جمهور السينما عموماً بموضوعات غير مألوفة ومعالجات غير تقليدية أكثر من اهتمامه بالقضايا الاجتماعية والمعالجة التقليدية».
أفلام الزمن الجميل طرحت مشاكل أفراد العائلة والمجتمع