وقف إطلاق النار بين «حزب الله» و«النصرة» في عرسال
خروج آمن للمسلحين إلى إدلب مقابل تسليم 3 أسرى و3 جثامين للحزب عبر تركيا
نجح المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم في عملية التفاوض بين «حزب الله» وجبهة «النصرة» وتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار مدة 72 ساعة، وتأمين طريق آمن لخروج المسلحين إلى محافظة إدلب السورية مقابل إطلاقهم سراح 3 أسرى وتسليمهم 3 جثامين للحزب.
استفاقت جرود بلدة عرسال شمال شرق لبنان على الحدود السورية أمس، على وقع هدوء تام بعد خمسة أيام من القصف والمعارك التي شهدتها تلك المنطقة الوعرة، إثر الهجوم الذي نفذه مقاتلو «حزب الله» لتحرير الجرود من المسلحين. وبعد فشل عشرات المحاولات، توصل الطرفان «الحزب» و«جبهة النصرة» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مدة 72 ساعة، ودخل حيز التنفيذ الساعة السادسة من مساء أمس الأول لتتم التسوية كاملة منتصف الليل بإشراف المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم الذي تولى عملية التفاوض. ويتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار مدة 72 ساعة وتأمين طريق آمن من «حزب الله» لخروج مسلحي «النصرة» إلى محافظة إدلب السورية بالتنسيق مع الدولة السورية والصليب الأحمر الدولي مقابل تسليم جثامين عائدة إلى مقاتلي الحزب كان تمكنت «النصرة» من أسرها خلال المعركــــة، فضلاً عن إطلاق ســراح 3 أسرى للحزب خطفوا في منطقة تـــل العيــــــس عام 2016 وجثــــاميـــــن 3 قتلى للحزب.
وقالت مصادر أمنية، إنه «سيتم نقل أسرى الحزب نحو الحدود التركية ليصلوا إلى لبنان عبر مطار بيروت، في حين سينطلق مسلحو النصرة وعائلاتهم بالحافلات عبر الأراضي السورية بمن فيهم أميرهم أبومالك التلي»، مضيفة أن «ما بين 150 و 200 مسلح سيتم خروجهم من جرد عرسال بعد تسليم أسلحتهم».وتابعت أنه: «بعد إتمام الاتفاق، يتسلم الجيش اللبناني التلال لتمشيطها وتطهيرها من الألغام، فيما ينشر لواءين لضبط المنطقة». واستبعدت المصادر «ما يحكى عن عملية عسكرية للجيش اللبناني للهجوم على تنظيم داعش في التلال المحاذية للقاع ورأس بعلبك»، مشيرةً إلى أن «التعزيزات العسكرية التي شهدتها المنطقة احترازية فقط». وختمت: «يبدي مقاتلو تنظيم داعش الرغبة بخروجهم أيضاً من خلال مفاوضات من المنطقة التي يسيطرون عليها في جرود القاع وراس بعلبك وجزء صغير من عرسال في اتجاه الداخل السوري حيث مناطق يسيطر عليها التنظيم غير أن هذه المفاوضات مع داعش تختلف كلياً من حيث أهمية المفاوضات، التي تضمن أهم البنود وهو بند العسكريين المخطوفين لدى التنظيم ومعرفة مصيرهم، وهذا قد يترتب عليه المزيد من الوقت».وانعكس الهدوء في عرسال ارتياحاً لدى كل الأطراف خصوصاً أهالي البلدة، التي كانت تشهد حالاً من القلق الشديد، وما زاد من الارتياح إزالة الخطر عن النازحين السوريين المدنيين، الذين ينتشرون في خراج البلدة من جهة الجرود.
نصر الله
وكان الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله علق مساء أمس الأول على معركة جرود عرسال، قائلاً: «هدف المعركة الحالية هو إخراج المسلحين والجماعات المسلحة من المنطقة التي تسيطر عليها جبهة النصرة» سواء في الأراضي السورية أو اللبنانية».وأكد نصرالله أن «هذا القرار ليس إيرانياً، وليس سورياً، بل ذاتي داخلي، والتوقيت غير مرتبط بأي أحداث سياسية»، مشيراً إلى «أننا اتصلنا بالقيادة السورية وطلبنا مساعدتهم في هذه المعركة، وكنا نعد لهذه المعركة منذ الشتاء الماضي وأخذت تحضيراً أشهراً عدة».وأعلن «أننا أمام انتصار عسكري وميداني كبير تحقق في 48 ساعة فقط وهذا الانتصار فاجأ الجميع بسرعته ودقته»، معتبراً أن «ما قام به الجيش اللبناني كان أساسياً جداً في صنع هذا الانتصار، فالحماية الأمنية، التي قدمها الجيش اللبناني لعرسال وكامل البلدات على خط التماس ساهم في تطمين الأهالي والنازحين السوريين».المشنوق
إلى ذلك، بحث وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في قصر بعبدا أمس، تفاصيل الوضع الأمني في عرسال. وقال المشنوق عقب اللقاء: «هذه الأرض التي تجري عليها المعركة هي مختلف عليها جغرافياً بين لبنان وسورية تاريخياً»، معتبراً أن «الكلام والتجاذب السياسي لا يأتي بنتيجة، ومن يطالب بالجيش اللبناني لا يعني أنه يشتم الآخرين». وختم: «منذ سنوات كنا نناقش مسألة الاستراتيجية الدفاعية ودور المقاومة لكن النقاش توقف ونطلب من فخامة الرئيس رعاية فتح النقاش في هذه المسألة من جديد».في موازاة ذلك، قال اللواء إبراهيم بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس: «المسلحون ومن يرغب من المدنيين سيتوجهون إلى إدلب بشكل منظم وبإشراف الدولة اللبنانية، وسيقوم الصليب الأحمر اللبناني بالامور اللوجستية»، مشيراً إلى أن «الاتفاق هو لتطهير أراض لبنانية وتحريرها، ومن يستفد من هذا التحرير فلا مانع».في سياق منفصل، التقى رئيس الحكومة سعد الحريري في واشنطن، أمس الأول، وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون. وقال تيلرسون بعد الاجتماع: «ناقشنا الوضع في سورية ومسائلَ تتعلق بالأمن في المنطقة، وأنا أعرف أنه كان للرئيس الحريري لقاء ودي جداً مع الرئيس (دونالد) ترامب وسنستمر في متابعة القضايا التي أثيرت للبناء عليها».