تحولت لعبة "الحوت الأزرق" إلى كابوس يهدد الشباب بعد اختراقها بيوت الأسر في مختلف دول العالم، ودفعها المراهقين إلى ارتكاب ممارسات خطيرة، أودت بحياة العديد منهم عن طريق جرهم إلى الانتحار.

وحذر متخصصون وأكاديميون في مجال أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية وعلم النفس والاجتماع من خطورة تلك اللعبة، لأنها تستهدف فئة المراهقين لاستدراجهم إلى الانتحار، مشددين على ضرورة مراقبة الآباء لأجهزة وهواتف أبنائهم والاطمئنان إلى سلوكياتهم.

Ad

وقال مستشار أمن المعلومات والجرائم الالكترونية رائد الرومي، إن لعبة الحوت الأزرق تعتمد في طريقة لعبها على غسل دماغ المراهقين وشحنهم بالأفكار السلبية مثل الضياع والكراهية وبث الإحساس بعدم جدواهم وعدم أهميتهم في الحياة وأن الحياة مملة عبر 50 سؤالاً توجه إليهم يومياً.

وأوضح الرومي أن مخترع اللعبة يتحكم بالمراهقين بشكل مباشر عن طريق الحوار عبر برامج التواصل الاجتماعي وتكليفهم عدداً من المهام الغريبة مثل مشاهدة أفلام الرعب والاستيقاظ في ساعات الفجر والعمل على إيذاء النفس بصورة بشعة والوقوف على الأسطح العالية وشق الشفتين والرجلين والأيدي ورسم صورة الحوت على الجسم بآلة حادة وعقب استنفاد قواهم في نهاية اللعبة يطلب منهم الانتحار في السؤال الأخير.

وأضاف أنه في حال قرر الطفل الانسحاب من اللعبة أو عدم تنفيذ أمر الانتحار يتم تهديده بإيذاء أسرته، مما يجعله يستسلم لطلب اللعبة ويقتل نفسه تحت وطأة الضغط المستمر، وحفاظاً على أسرته من الإيذاء.

من جانبه، قال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د. خضر بارون إن "الحوت الازرق" من الألعاب، التي توجه مستخدميها إلى تنفيذ أوامر معينة عبر أسلوب التحدي والإغراء على سبيل المثال "تقول له اللعبة إذا كنت بطلاً أو رجلاً أو ناجحاً أو غيرها من الصفات الحميدة عليك أن تؤدي هذه الأوامر".

وأضاف د. بارون أن هذه اللعبة عبر مراحلها والأوامر، التي توجهها للمستخدمين تعمل على تنويمهم مغناطيسياً وتقودهم إلى الانتحار، موضحاً أن أكثر فئة مستهدفة هم الأطفال والمراهقون، الذين يسعون إلى بناء شخصياتهم.

ولفت في الوقت ذاته إلى أهمية الدور الذي تؤديه كذلك المدرسة ومؤسسات الدولة ووسائل الإعلام في غرس القيم الحميدة وتوعية النشء وتشجيعهم على استثمار طاقاتهم عبر إشراكهم في الأندية الصيفية والنشاطات التنافسية والأعمال التطوعية لملء أوقات الفراغ وتحصينهم من الوقوع في المحظور.

رسائل مشفرة

من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع والانثروبولوجيا في جامعة الكويت

د. محمد الحداد، إن هذه الألعاب تتضمن رسائل مشفرة يهدف المرسل من خلالها إلى تحقيق أغراض وغايات ثقافية وسياسية ودينية وسيكولوجية، موضحاً أن قواعد اللعبة تفرض على اللاعب الانغماس في حرب فكرية أو ثقافية أو آيديولوجية.

وأضاف الحداد أنه على الرغم مما أشيع عن عدم وجود لعبة تحرض على الانتحار فإنني أقف مع الرأي المخالف لوجود تحقيقات رسمية وإحصائيات تشير إلى تورط مخترع اللعبة الروسي بوديكين بتحريض بعض التلاميذ على الانتحار.

ورأى أن "الحوت الأزرق" ليست مجرد لعبة لأن الهدف الرئيسي من كل لعبة افتراضية أو واقعية هو التسلية وشغل أوقات الفراغ في حين إنها تحولت إلى آلة لحصد الأرواح تعتمد على غسل دماغ المراهقين على مدى 50 يوماً حتى تأمرهم بالانتحار.

وشدد على ضرورة مساهمة الوالدين في بناء صداقة ومصارحة مع الأبناء والتحدث معهم عندما يكونون منهمكين أمام أي لعبة إلكترونية لمعرفة أسباب تفضيله لها ومشاركته اللعب لاسيما أن الأطفال والمراهقين لا يستطيعون التمييز بين ما هو مضر ونافع.