نجحت الداخلية المصرية في إلقاء القبض على واحد من أخطر اللصوص في البلاد، يُدعى مجدي كمال (50 عاماً)، شهرته "الشبح" نظراً لضلوعه في سرقة مئات المنازل واختفائه سريعاً من مسرح الجريمة، حيث جمع ثروة طائلة من جرائمه وصلت إلى نحو 88 مليون جنيه (نحو 16 مليون دولار).

كانت البلاغات تعددت أمام الشرطة بوقائع سرقة لشقق ومنازل سكان المناطق الراقية في القاهرة والجيزة، حيث كان يسرق كل ما خف وزنه وغلا ثمنه بسرعة البرق، وهو سبب نعته بـ"الشبح".

Ad

وبحسب مصادر أمنية لـ"الجريدة"، كان الشبح يراقب شقق أثرياء وينتظر سفرهم ليسطو عليها من خلال حيل مبتكرة، فذات مرة أشاع أنه شقيق زوجة صاحب الشقة، وارتدى بزة فاخرة، وقاد سيارته ماركة "BMW" التي اشتراها من متحصلات سرقاته، وادعى أمام الجيران أن السيدة صاحبة الشقة طُلقت من زوجها وأعطته مفتاح المنزل ليأخذ ملابسها زاعماً أيضاً أن زوجها غير "كالون" الشقة، وهكذا نجح بمساعدة سكان البيت في اقتحامه وسرقته!

ويظهر "الشبح" أمام جيران الضحايا بإطلالة تعكس ثباتاً انفعالياً عالياً، ولذا لم يكن يثير ريبة أحد، بل إن حراس بعض العقارات كانوا يساعدونه في تنزيل الخزائن الحديدية والمصوغات الذهبية ليعود صاحب الشقة بعد سفره ويكتشف المصيبة.

وعلى الرغم من أن المتهم حُوكم عام 2008 في قضية سرقة بالسجن ثلاث سنوات، إلا أنه خرج بعدها في 2011 غير متعظ، وقرر أن يطوِّر نشاطه الإجرامي ولا يكرر أخطاءه التي كانت سبباً في القبض عليه، ومنذ ذلك الوقت وعلى مدار 6 سنوات استطاع سرقة 400 شقة وظل "شبحاً" لا يستدل عليه حتى كشفته "كاميرا" شقة في ضاحية "مدينة نصر" (شرق القاهرة)، أثناء فتحه بابها ليتم ضبطه هو وشريكه الذي كان يقتصر دوره على تأمين الشارع له، حيث تم تحديد هويته من خلال كمين أعد خصيصاً لضبطته.

وتبيَّن أن ثروة الشبح نحو 80 مليون جنيه، بالإضافة إلى امتلاكه فيلا في مدينة "السادس من أكتوبر" (جنوب القاهرة) وقطعة أرض وأكثر من 10 شقق و3 محال تجارية و10 كيلوغرام ذهب وألماظ حر، وضعها في خزانة باسمه في أحد البنوك.

"الجريدة" تحدثت مع المتهم الذي تبين أنه عاطل، حيث قال: "نهاية طريق الشر السجن، لكنني لم أتوقع أن ينكشف أمري وأسقط مجدداً في قبضة الشرطة، وأن ما جمعته من أموال وعقارات ضاع في لمحة عين".