مع إنجاز وقف إطلاق النار في عرسال، من المتوقع أن يشهد الميدان خلال الساعات المقبلة انسحاب مسلحي "جبهة النصرة"، مع ما يعني ذلك من عملية إعادة تموضع جديد للجيش قد تبدأ من جرود عرسال وتتمدّد نحو القاع ورأس بعلبك.

وقصف الجيش اللبناني، أمس، بالمدفعية مواقع مسلحي تنظيم "داعش" في جرود القاع بعد رصد تحركات مشبوهة. وقالت مصادر أمنية إن "الجيش يعمل على تعزيز آلياته وعناصره في محيط جرود القاع"، لافتة إلى أن "الضربات الموضعية التي يقوم بها الجيش هناك تقع ضمن إطار العمليات الروتينية، وليست إيذاناً ببدء أي نوع من المعركة".

Ad

وأضافت المصادر أن "عملية نقل مسلحي جبهة النصرة مع عائلاتهم من جرود عرسال إلى إدلب قد تُنجز في مدة أقصاها صباح السبت (اليوم)". وختمت أن "عدداً من سينتقلون من مسلحين ومدنيين من جرود عرسال إلى إدلب السورية قد يصل إلى 3000".

في السياق، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في حديث إلى قناة "المنار"، أمس بشأن اتفاق جرود عرسال، أن "العمل جارٍ على قدم وساق، وكل شيء يسير وفق المرسوم له".

إلى ذلك، شدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على أن "الدولة القوية القادرة لن تقوم ما دامت هناك مجموعات مسلحة خارج إطار الشرعية وما زال قرار السلم والحرب ليس بيد الدولة وحدها دون سواها".

في موازاة ذلك، قال نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إن "وجود النصرة وداعش في جرود عرسال هو احتلال وعدوان"، مضيفاً: "توفر لهذه المواجهة أوسع تأييد وطني تجلى التعبير عنه بأشكال لم نجد مثلها قبل ذلك بهذه الكيفية وبهذه الصيغة، حتى الأصوات المحدودة التي انتقدت هذا العمل كانت مربكة وضعيفة ومنبوذة، لا يعرفون كيف يبدؤون بيانهم وكيف ينتهون لأنهم يعانون الأخطاء الثقافية والأخلاقية والفكرية والسياسية، وهم غير مقتنعين بما يكتبون".