تعدَّدت شكاوى أهالي مناطق في محافظة شمال سيناء، الحدودية مع إسرائيل، وقطاع غزة، بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن مدينتي «الشيخ زويد»، و«رفح»، لليوم الـ23، على التوالي، لتدخل أزمة «الظلام» أسبوعها الرابع، اليوم، لأول مرة في تاريخ المنطقة.

يأتي ذلك، على وقع أزمات اجتماعية عدة، يعيشها أهالي مدينة العريش، وتتمثل في النقص الحاد في أنابيب البوتاغاز، في الوقت الذي يعانون فيه أصلاً الانقطاع الدائم لشبكات الإنترنت عن العمل ساعات طويلة، خلال اليوم، ما يجعل حياة السكان في بعض مدن المنطقة عبارة عن «مُعاناة متصلة»، على حد وصف الأهالي.

Ad

عدد من سكان «الشيخ زويد» و«رفح» عبروا لـ«الجريدة» عن الأضرار الفادحة لاستمرار انقطاع التيار الكهربائي، حيث يؤدي إلى انحسار القدرة على ضخ المياه من الآبار الجوفية، ما أنهك الأهالي المتضررين -يبلغ عددهم نحو 100 ألف نسمة- في البحث عن مصادر جديدة للمياه، قال إبراهيم سليمان من الشيخ زويد: «لولا قيام البعض بتشغيل مولدات كهرباء خاصة، وتوزيع المياه المالحة مجاناً على الأهالي لاستحالت الحياة في المركزيْن».

أحد المواطنين يدعى أحمد عابد، قال إن بعض المقتدرين تبرعوا بتركيب محطات تحلية مياه بلغ عددها 3 محطات في الشيخ زويد، ذات قدرات محدودة، ويتم توزيع المياه منها مجاناً على الأهالي، فيما تشارك آخرون في تشغيل مولدات كهرباء وتوزيع أسلاك منها على الجيران، لافتاً إلى أن أضرار انقطاع الكهرباء كثيرة. وأضاف: «أحد الجيران سقط في الظلام وكسرت يده، لكنه لم يتمكن من الانتقال للمشفى إلا في نهار اليوم التالي، بسبب فرض حظر التجوال».

حسين إبراهيم من سكان الشيخ زويد قال إن خدمة الكهرباء دخلت «رفح» و«الشيخ زويد» في عقد السبعينيات من القرن الماضي، وأضاف: «الانقطاع المتكرر بدأ منذ عام 2015 بسبب وقوعه في مرمى النيران، ينقطع أسبوعياً وكان يتم إصلاحه بعد أيام».

النائب البرلماني عن دائرة «الشيخ زويد» و«رفح»، إبراهيم أبوشعيرة، اعتبر تغيير مسار «الخط 66» جنوب العريش، إلى مسار آمن لكي لا يكون عرضة للإصابة في مناطق العمليات العسكرية، هو الحل للأزمة، مضيفاً أنه تم الاتفاق مع المحافظ عبدالفتاح حرحور على تكليف فريق كهرباء الشيخ زويد برفع كفاءة الخط 220 القديم، بشكل مؤقت، لتوصيل الكهرباء، حتى يتم إصلاح الخط الرئيسي جهد 66».

مصدر في شركة الكهرباء في العريش -رفض ذكر اسمه- قال إن جميع الإصلاحات متوقفة الآن في الخط المتضرر، الذي ينقل التيار الكهربائي إلى الشيخ زويد ورفح، مضيفاً أن قدرة الفنيين على الانتقال إلى مواقع الأضرار مرهونة بالاستقرار الأمني، وأضاف: «في حال نجحت محاولات توصيل الخط 220 سيتم توزيع الكهرباء مدة ساعة على كل منطقة يومياً، لأن الخط 220 ضعيف».

وتعيش مدن شمال سيناء أزمات عدة، في ظل الحرب الشرسة التي تقودها القوات المسلحة المصرية وقوات الشرطة، ضد مجموعات إرهابية مسلحة، أبرزها تنظيم «ولاية سيناء» الذي أعلن قبل ثلاث سنوات ولاءه لتنظيم «داعش» الإرهابي، وقالت السلطات المصرية إن مقاتليه يتسللون عبر أنفاقٍ تحت الأرض، بين رفح وغزة الفلسطينية، قادمين إلى سيناء بالسلاح والذخيرة، لكن حركة حماس - المسيطرة منذ سنوات على إدارة القطاع- تنفي تلك الاتهامات.

يُذكر أنه بسبب تزايد العمليات الإرهابية في سيناء منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، بعد ثورة شعبية دعمها الجيش 3 يوليو 2013، اضطرت السلطات المصرية في أكتوبر 2014، إلى اتخاذ إجراءات لضبط الشريط الحدودي بين مصر وجيرانها، بطول 13 كيلومتراً، عبر إخلاء هذا الشريط بعمق 1200 متر، وتوفير مساكن بديلة لسكان هذه المناطق.