بالعربي المشرمح: العلَم يعني الوطن!
في غزوة مؤتة استشهد زيد بن حارثة حامل الراية (العلَم)، فحملها جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنه، فقطعت يمينه فحملها بيساره، فقطعت يساره، فحملها بعضديه حتى استشهد... تعلمنا منذ الصغر أن علم البلاد له رمزية وقدسية ويعتبر دلالة مميزة للوطن، حتى إن أجساد الشهداء الطاهرة تلف بعلم الوطن، فتخيلوا مكانة هذا العلَم في نفوس الشعوب الحرة المخلصة لأوطانها.أكتب هذه المقالة بعد أن زرت شاليه أحد الأصدقاء لأول مرة، فوجدت مجموعة من أبناء وطني بعضهم أعرفه وبعضهم لأول مرة ألتقيه، فلفت انتباهي تشكيلة الحاضرين التي مثلت كل مكونات المجتمع الكويتي، لأتذكر الزمن الجميل للكويت التي جمعتنا على حبها والولاء لها، ودار حديث بيني وبين رجل من رواد الشاليه، كأنني أعرفه من سنين رغم لقائي به أول مرة، يدعى "أبومشعل" الذي قال: شاهدت علم الدولة معتلياً إحدى المدارس الحكومية مهترئاً وممزقاً، فغضبت وذهبت إلى حارس المدرسة الذي قال لي: "وأنا مالي"، فهو ليس كويتياً ليحرس رمزية الكويت، فقال له أبومشعل: "لا ألومك بل ألوم المسؤولين والمواطنين الذين يَرَوْن علم الكويت بهذه الصورة ويظلون صامتين". ويكمل: طلبت منه أن يزيله ولا يتركه بهذه الصورة، وفي اليوم التالي أتى أبومشعل بعلم جديد، وطلب من الحارس أن يضعه على سارية المدرسة بدلاً من المهترئ، ولو أن كلاً منا، إذا رأى ما رآه "أبومشعل" فعل فعلته وقص قصته، لما شاهدنا أعلام الوطن ممزقة ومهترئة على ساريات المباني الحكومية أو في أي مكان.قدسية العلم ورمزيته تعبران عن عشق الوطن والولاء له والتضحية من أجله، لذلك لا يقبل المحاربون أن تسقط راية الوطن مهما قدموا من أرواح وتضحيات لأجل رفعتها، كما أن هذه الرمزية تجمع مكونات الوطن وأطيافه، الأمر الذي جعلنا منذ الصغر نهتم بشكل العلم ومنظره، وهو الذي دفع "أبومشعل" بوطنيته وعشقه لوطنه إلى استبدال العلم وعدم قبول أن يكون في حالة مزرية وباهتة لا تليق بقدسيته.
يعني بالعربي المشرمح:أتمنى لو أن مجاميع تطوعية من شبابنا وبناتنا تتجول في أنحاء الوطن ومواقع المباني الحكومية لاستبدال الأعلام المهترئة بأعلام جديدة، وتتبنى مبادرة أو حملة للحفاظ على رمزية العلم وقدسيته ليرفرف خفاقاً بكل بهائه فوق المباني الحكومية والمؤسسات المدنية، على أن تساندهم في ذلك وسائل الإعلام لتثقيف المجتمع برمزية العلم.