غداة إدانة ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، في بيان مشترك، التجربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة، تعهدت طهران أمس بمواصلة برنامجها البالستي، منددة بالعقوبات الجديدة التي أقرها الكونغرس الأميركي بحقها.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أمس: "سنواصل برنامجنا الصاروخي البالستي بطاقته الكاملة"، مضيفا: "ندين التصرف العدائي المستهجن وغير المقبول من قبل الكونغرس الأميركي، القاضي بفرض عقوبات جديدة على طهران".

Ad

واعتبر قاسمي ان هذا التصرف يهدف إلى "إضعاف الاتفاق النووي" الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران والدول الست الكبرى، وأدى إلى رفع بعض العقوبات عن طهران مقابل تقييد برنامجها النووي.

واعتبر أيضا ان "المجالات العسكرية والصاروخية تقع في إطار سياساتنا الداخلية، ولا يحق للآخرين التدخل أو التعليق عليها"، مؤكدا أن بلاده "لا تعترف بأي قيود على تطوير قدرتها العلمية والتكنولوجية، ولا تنتظر موافقة أو إذن أي بلد على أنشطة علمائها وخبرائها" في مختلف المجالات، و"نحتفظ بحق الرد بالمثل وبشكل مناسب على التصرفات الأميركية".

وجاء الإصرار الإيراني غداة تجربة لإطلاق صاروخ يحمل أقمارا صناعية لوضعها في مدار الأرض، وبث التلفزيون الإيراني الرسمي مشاهد لعملية إطلاق الصاروخ من مركز الإمام الخميني الفضائي في محافظة سمنان شرق البلاد.

وذكر أن العربة التي أطلق منها الصاروخ المسمى "سيمرغ" بإمكانها حمل ووضع أقمار صناعية يبلغ وزنها 250 كلغ في مدار على ارتفاع 500 كلم.

وفيما بدا انه رد على هذه التجربة، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة أمس الأول على منظمات وكيانات إيرانية.

احتكاك في الخليج

وفي إشارة أخرى إلى تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن سفينة تابعة للبحرية الأميركية اقتربت من زوارق تابعة له في مياه الخليج أمس الأول، وأطلقت أعيرة تحذيرية تجاهها في حادثة اعتبرها "استفزازية"، هي الثانية من نوعها في أسبوع.

وأفاد "الحرس الإيراني"، في بيان، بأن مروحية انطلقت من حاملة الطائرات نيميتز والسفينة الحربية المرافقة لها، في الوقت الذي كانت تحت رصد ومتابعة من قبل الفرقاطات الإيرانية في منطقة رسالت النفطية الغازية، واقتربت من السفن الحربية للحرس الثوري.

وأضاف البيان، الذي نشر باللغة العربية على موقع وكالة فارس للأنباء، أن "الأميركيين قاموا بتصرف استفزازي وغير مهني، من خلال تحذير السفن الحربية الايرانية وإطلاق قنابل مضيئة". إلا أن سفن الحرس لم تكترث لـ"السلوك غير التقليدي وغير الطبيعي للسفن الأميركية، وواصلت مهمتها"، فيما "غادرت حاملات الطائرات والسفينة الحربية المرافقة لها المنطقة".

وقبل ثلاثة أيام، أطلقت سفينة دورية تابعة للبحرية الأميركية أعيرة تحذيرية باتجاه زورق تابع للحرس الايراني، بعدما اقترب منها لمسافة 137 مترا في مياه الخليج. في حوادث كادت تؤدي إلى مواجهات.

ترامب يقر القانون

في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فحص النسخة النهائية من مشروع قانون توسيع العقوبات على إيران وكوريا الشمالية وروسيا، ويعتزم التوقيع عليها ليصبح قانونا. وأضاف أن ترامب قرأ مسودات سابقة لمشروع القانون، وتفاوض على عناصر حساسة فيه، و"بناء على الاستجابة لمفاوضاته، وافق على مشروع القانون ويعتزم التوقيع عليه". وكان يعتقد أن ترامب سيستخدم حق النقض (فيتو) ضد مشروع القانون.

وسيعاقب مشروع القانون، الذي صادق عليه مجلس الشيوخ الخميس الماضي وأرسله إلى المكتب البيضاوي أمس الأول، روسيا، في ذات الوقت الذي يحد بشدة من قدرة ترامب على تخفيف العقوبات ضد موسكو بشكل مستقل.

وتأتي العقوبات ردا على ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، ومزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، أما العقوبات التي طالت إيران وكوريا فتتعلق بتجاربهما في إطلاق صواريخ بالستية.

كوريا الشمالية

إلى ذلك، أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن أراضي الولايات المتحدة باتت كلها في مرمى صواريخ بلاده، بعد أن أجرت بيونغ يانغ تجربة إطلاق صاروخ "هواسونغ -14" العابر للقارات. وأكدت بيونغ يانغ، أمس، أن تجربة الصاروخ الذي سقط في بحر اليابان تمت بنجاح تحت إشراف كيم جونغ أون شخصيا أمس الأول، مشيرة إلى أنه قطع مسافة 998 كلم في 47 دقيقة على ارتفاع أقصاه 3724 مترا.

وردا على عملية إطلاق الصاروخ، أعلن الرئيس الأميركي أن "الولايات المتحدة ستتخذ الخطوات اللازمة لضمان أمن الأراضي الوطنية الأميركية وحماية حلفائنا في المنطقة". وقال إن "هذه الأسلحة والاختبارات، بتهديدها للعالم، تزيد عزلة كوريا الشمالية وتضعف اقتصادها وتحرم شعبها". وحمل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الصين وروسيا "مسؤولية خاصة" حيال تصاعد خطر صواريخ بيونغ يانغ، "نظرا لأنهما داعمتان اقتصاديتان لبرنامج كوريا الشمالية النووي". وأجرت قوات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات عسكرية صباح أمس، باستخدام صواريخ تكتيكية أميركية أرض - أرض يمكنها شن ضربات دقيقة في العمق وصواريخ بالستية كورية جنوبية من طراز هيونمو-2، بعد إعلان "البنتاغون" أن القادة العسكريين الأميركيين والكوريين الجنوبيين بحثوا "خيارات للرد العسكري".

وأعلنت كوريا الجنوبية أمس أنها تعتزم تسريع وتيرة نشر الدرع الأميركية المضادة للصواريخ (ثاد) على أراضيها، بعدما جمدت العملية في يونيو الماضي. ونددت الصين بإطلاق الصاروخ الشمالي، غير أنها أصرت على رفض نشر "ثاد"، ودعت إلى تجنب تصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، كما ندد الاتحاد الأوروبي بالتجربة الشمالية. وفي اليابان، إحدى الدول المعرضة لخطر كوريا الشمالية، دعا رئيس الوزراء شينزو آبي إلى اجتماع لمجلس الأمن القومي، على غرار رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إين.