تدور أحداث قصص «درب المسمط» في أجواء المهمشين والفقراء وعوالمهم في أحد أعرق أحياء القاهرة «الجمالية».

ينطلق بنا البطل سعيد الذي امتهن والده «الجزارة» في مغامرات فريدة عن فئات لم يسلط عليها الضوء بشكل كاف، من خلال المحلات التي تقدم طعام «الغلابة»، يرصد أشواقهم وآلاعيبهم في التحايل على الواقع.

Ad

تتجسد عبر صفحات كتاب سعيد إبراهيم عبد القادر دروب وأحياء القاهرة القديمة، ومساجدها ومبانيها التاريخية، وما زخرت به من فيض الحكايات، وأحداث واقعية وأخرى أغرب من الخيال.

تأتي الحكايات على جزأين، الأول يتضمن: درب المسمط، وكتاب الشيخ يوسف، وفردة حلق، وسوق الحتت، وحمير أم شوقي، وموكب السيد المشير، ووزة، وعزاء أم السيد الوزير، وعلي لوز الجمبري، وعبدون، وبنات الماء والهوى، واتفاق الضراير.

وفي الجزء الثاني تحت عنوان «كان يحدث في خرائب القاهرة القديمة» تأتي حكايات: خرابة بالوظة، وخرابة قماش، والسبع سقايات، ودرب المهابيل، وسرداب بئر المش، وجامع أبو السبع سكاكين، وحارة السماكين، ومقلب أم حجاج، وجامع المؤذي، وبئر يوسف، وثورة الجمالية. ولم ينس الكاتب الإشارة إلى المصادر التاريخية لأسماء وأماكن وردت في القصة.

عالم «المذبح»

تبرز القصص عالم «المذبح» في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ويتقن الكاتب نسج تفاصيل العلاقات الإنسانية بين البشر القابعين هناك، ويأصل لمعنى كلمة «المسمط» ونواتجه من اللحوم الرخيصة التي يبيعها مطعم شعبي شهير على نطاق واسع، وما يقدمه من لحوم إلى بائعات الهوى الفقيرات، ويتناول نوادر الناس هناك وحكاياتهم وفنونهم، عبر عالم مليء بالصور لمجموعات البشر التي يجمع بينها الفقر وضيق ذات اليد.

من القاهرة القديمة من منطقة السيدة زينب حتى باب النصر والفتوح بالجمالية، يرصد الكاتب الأنواع البشرية كافة والمهن في تلك المناطق الشعبية من «فحامين ومغربلين وكحكيين»، ويمرّ على الأسواق التي تستوعب احتياجات الفقراء من اللحوم.

أظهر المؤلف تعاطفاً واضحاً مع المهمشين والضعفاء وبرر محاولات تحايلهم وقيامهم ببعض عمليات النصب المحدودة من أجل مواصلة الحياة.