عظمة الجيران

نشر في 30-07-2017
آخر تحديث 30-07-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي اللهم لا تمتني قبل أن أفهم ماذا يقول النائب السابق د. عبدالرحمن الجيران، وما الذي يريد إيصاله إلينا. اللهم إني نجحت في تحقيق كثير من أمنياتي فلا تحرمني تحقيق هذه الأمنية. اللهم إنك تعلم أنني استطعت حل مسائل الكيمياء والرياضيات الصعبة وحصلت على شهادة الهندسة، بناءً على ذلك، لكنني أقف اليوم عاجزاً عن فهم كلام هذا الدكتور.

آخر إبداعات الدكتور الجيران، كانت قبل يومين في تعليقه على تصريح سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في "واشنتن"، التي يسميها زملاؤنا الشوام "واشنطن"، يبدو لكرههم الشديد لعاصمة البطش العالمية، بدلوا اسمها من دون أن يستأذنوها.

ما علينا، فلنعد إلى موضوع حبيبنا المبدع عبدالرحمن الجيران. أقول إن لسفير الإمارات العربية في "واشنتن" كلاماً قال في جزء منه في لقاء تلفزيوني: "الإمارات والسعودية والأردن والبحرين ومصر تريد أن ترى في الشرق الأوسط، بعد عشر سنوات، حكومات علمانية مستقرة ومزدهرة وقوية". وهنا ضجت المدينة بالأحاديث الصاخبة، ولا غرابة في ذلك، إذ لا يمكن أن تجتمع كلمتا "السعودية والعلمانية" في جملة واحدة من دون أن يحدث صخب كوني يعادل الانفجار الكوني العظيم.

على إثر ذلك كتب صاحبنا الفيلسوف الكويتي العظيم عبدالرحمن الجيران، في تغريدة له على "تويتر": "تصريح سفير الإمارات بواشنطن بأن دول مقاطعة قطر تريد رؤية حكومة علمانية بعد عشر سنوات من باب إلزام قطر بما لم تلتزمه فالعلمانية تعني الحياد". هكذا كتبها ونقلتها. وضاع وقتي سدىً بين حك الجبهة وحك مؤخرة الرأس وفرك حنكي المبارك كي أفهم هذه الفلسفة العميقة، وها أنا ذا أطلب المساعدة من ذوي القلوب الرحيمة والإخوة السحرة والسادة المشعوذين لشرح المقصود من هذه الجملة، بل والمقصود بأغلبية أفكاره التي يطرحها.

لم تعد تهمنا الأزمة الخليجية الآن بقدر ما يهمنا فهم المقصود من هذه الجملة العتيدة التي جاءت على لسان رجل متدين، لنعرف كيف ينظر بعض المتدينين للعلمانية، وهل هي حل ناجع أم خيار فاجع.

back to top