السنعوسي وتاريخ تلفزيون الكويت 3
الجزء الأخير من المقال يختص بذكر مهمات وإنجازات محمد السنعوسي، أو التي عمل فيها كمخرج.- لعل أهم الإنجازات التي كان وراءها كمخرج برنامج "لقاء مع مسؤول"، وكذلك برنامج "صفحات من تاريخ الكويت".- ويعتبر فيلم "العاصفة" خطوة رائدة في الإنتاج السينمائي لأول فيلم كويتي من نوعه، وإن كان ينتمي إلى تصنيف الأفلام القصيرة، إلا أنه يُعد علامة للسينما الكويتية في وقت مبكر، ومحطة لا تُنسى.
- من أعماله المتميزة قيامه بتأسيس فرقة التلفزيون لتقديم الفنون الشعبية، لتجسد التراث الشعبي، وتحميه من الاندثار والنسيان.- ولعل الأوبريتات التي أخرجها تعد من أهم ما أنتجه التلفزيون الكويتي في عصره الذهبي، فقد كانت إنجازا فنيا مبهجا وممتعا لدول الخليج كلها، ومازال مطلوبا حتى الآن، وأهمها مذكرات بحار، والأجزاء الثلاثة من أوبريت شهر العسل وميلاد أمة... إلخ.- هذا عدا نجاح البرامج التي قدمها، وكانت من أنجح البرامج التلفزيونية التي استقطبت إعجاب الناس، وهي برنامج "مهنتي" وبرنامج "رسالة" و"السنعوسي". - كان وراء قيام البرنامج المهم "افتح يا سمسم"، حيث فاوض المسؤولين عن ورشة الأطفال في نيويورك لاستثمار حقوق إنتاج برنامج عربي يحاكي برنامجهم (شارع السمسم)، ومنها انطلق أهم برنامج للأطفال في العالم العربي.- عندما يُذكر فيلم "الرسالة" الشهير ربما يغيب عن الأذهان أنه لولا دعم الصندوق الكويتي للتنمية لما توافر المال اللازم لإنتاجه. وأيضا لا أحد يتصوَّر أن وراء فكرة قيام هذا الفيلم هو العقل الصياد المبادر محمد السنعوسي، فقد ولدت الفكرة في إحدى زياراته مع صديقه العقاد للمركز الإسلامي، الذي كان أيضا هو وراء جمع الأموال لبناء هذا المركز. وأبدى العقاد رأيه في أن يكون للمسلمين رسائل إعلامية باللغة الإنكليزية تحمل مفاهيم الدين الإسلامي ورسالاته، وفكَّر في إنتاج فيلم تسجيلي وثائقي عن السيرة النبوية، ومن هنا التقط السنعوسي طرف الخيط، واشتغل عليه مع العقاد، وقاما بوضع سيناريو للفيلم، معتمدين على ما كتبه المفكر والكاتب عبدالحميد جودة السحار، ثم تهورت الفكرة في ذهن السنعوسي، وحوَّل مسارها نحو إنتاج فيلم روائي باللغة الإنكليزية التي اعترض عليها العقاد، بسبب التمويل، لكن متى كانت العواقب تقف بوجه السنعوسي، الذي بادر في حملة للحصول على التمويل لإنتاجه، حتى تم له ما أراد، ورغم كل الصعوبات والمعوقات الكثيرة، فإن إرادته تغلبت عليها.أما فيلم "عمر المختار"، فقد تولى جميع مصروفات الإنتاج الرئيس معمر القذافي، وكلف السنعوسي والعقاد إنتاجه.هذا إلى جانب قيامه بتصوير وإعداد سبعة أفلام تسجيلية عن دول الخليج لشركة يونايتد ارتست الأميركية.- وحينما كان مبتعثا للدراسة في أميركا عمل كمراسل إخباري، وكان من أهم ما قام به تغطية حادث اغتيال السيناتور روبرت كينيدي عام 1968 لمصلحة تلفزيون الكويت وجريدة الأهرام المصرية، بحضور جلسات محاكمة قاتله (سرحان السرحان).هذا الرجل الشعلة المتوقد الذهن كان وراء إنتاج تعويذة الكويت الرياضة الشهيرة (أوو يا الأزرق). فبعد رفض الإذاعة لها، التقطها الصياد الذكي محمد السنعوسي، لتصبح شعارا لكرة القدم الكويتية.وهو مَن كان وراء تصميم شعار التلفزيون وتغيير موسيقى الأخبار، وإجراء الاستفتاءات الدورية منذ عام 1972 إلى عام 1985 حتى بات للتلفزيون عشرات الاستفتاءات والدراسات، ما أدى إلى تأسيس إدارة للبحوث والترجمة في الوزارة.