أشاد رئيس اتحاد المهندسين الفلسطينيين فرع لبنان منعم عوض بمواقف رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون «الداعمة لفلسطين والقدس»، مثمناً «الدور الذي قام به النقيب تابت بإدراج مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي».

وأشار عوض، في احتفال كرِّم خلاله رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين ونقيب المهندسين اللبنانيين وعضو لجنة التراث في اليونيسكو جاد تابت، إلى أن الأخير قدّم محاضرة في الجامعة الأميركية في بيروت في مايو الفائت عن تاريخ مدينة الخليل وأهميتها التراثية، مؤكداً أنها جزء لا يتجرأ من التراث الإنساني العام، لافتاً إلى قيام مثقفين فلسطينيين في العام 2009 بحملة من أجل حماية تراث الخليل وسط المستوطنات المنتشرة كالسرطان في أنحاء المدينة».

Ad

جهود دائمة

خلال التكريم، ألقى النقيب تابت كلمة اعتبر فيها أن تكريمه ليس له بل للجهود الدائمة التي بذلها المهندسون والمهندسات في لبنان من أجل دعم الشعب الفلسطيني في مقاومته الاحتلال لاستعادة حقوقه المشروعة في أرضه ووطنه.

وعدَّد النشاطات التي قامت بها النقابة، مشيراً إلى أنها نظّمت المؤتمر العلمي الأول لهيئة المعماريين العرب تحت عنوان «القدس الآن - المدينة والناس وتحديات مستمرة» في العام 1999، فضلاً عن لقاء تضامني مع مدينة غزة أثناء حصارها في العام 2008 بإشراف النقيب بلال العلايلي.

وتابع: «يأتي اليوم تسجيل مدينة الخليل القديمة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو بصفتها إرثاً فلسطينياً يتهدّده الاحتلال ليؤكد أن للمقاومة والصمود أوجهاً متعددة بما في ذلك الدفاع عن التراث والذاكرة في وجه من يحاول محو الماضي وتشويه التاريخ خدمة لهوسه العنصري».

وتحدث عن أهمية مدينة الخليل التاريخية والجغرافية والاقتصادية، وقال: «إنها ملتقى طرق عدة تربط بين مصر وجنوب بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، وأدت دوراً مهماً كمركز اقتصادي وثقافي ومركز للحج بالنسبة إلى الأديان السماوية الثلاثة».

وتناول الدور الذي قام به وكيفية إعداد ملف لتسجيل مدينة الخليل القديمة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، مشيراً إلى الكم الهائل من المعلومات والملفات والخرائط والصور التي أرسلتها مجموعة من الفلسطينيين ودرسها بدقة وإمعان وأعدّ الصيغة النهائية للسلطات الفلسطينية في خريف 2015 كي يصار إلى عرضها على هيئة التراث العالمي.

وذكر تابت الإجراءات الإسرائيلية لتهويد مدينة الخليل القديمة ومحو هويتها، وكيف تشكلّت لجنة إعمار الخليل عام 1996 لمواجهة هذه الإجراءات التي سمحت بإفشال مخططات سلطات الاحتلال الهادفة إلى إفراغ المدينة من سكانها بغية الاستيلاء عليها.

وعن معنى إدراج مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي لليونسكو، قال: «قضية فلسطين لا علاقة لها بالتعصب الديني أو العرقي أو القومي، بل لها أبعاد أخلاقية وسياسية وفكرية كبرى تخاطب ضمير الإنسانية».

أشرف دبور

قال سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور: «اليوم تحقق إنجاز مهم وكبير وضع خطاً أحمر لعاصمة دولتنا بمقدساتها الإسلامية والمسيحية لن يستطيع المحتل تجاوزه، وهو مقدمة للعودة الطبيعية إلى الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى كاملاً غير منقوص كما كان عليه قبل العام 1967».

تحقيق ذلك جاء، بحسب دبور، نتيجة للتناغم بين «تضحيات وصمود شعبنا وموقف قيادتنا وثباتها بقراراتها الصلبة المرتكزة على الثوابت الفلسطينية بإنجاز المشروع الوطني بالوصول إلى أهدافنا بالحرية والاستقلال والعودة، ولتأخذ سلطات الاحتلال العنصرية العبر من بسالة وصمود شعبنا ولتتوقف عن سن القوانين والتشريعات وتطبيق الإجراءات التي تنتهك حقوقهم المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، ومحاولات تهويد المقدسات وطمس هويتها الأصلية والتغيير الممنهج للطابع التاريخي والديمغرافي لها في خرق لأبسط قواعد ومبادئ القانون الدولي والإنساني والتصرف كدولة فوق القانون».