الممثلة والمخرجة اللبنانية رندلى قديح: الاستنساخ ينكشف بسرعة وأكرهه
لم تكتف الممثلة والمخرجة اللبنانية رندلى قديح بتصوير الأغاني المصوّرة والإعلانات، بل لديها مشاريع عدّة في الوثائقيات والسينما تنفذّها من خلال شركة الإنتاج الخاصة بها.
آخر أعمالها قيد التحضير أيضاً المسلسل اللبناني «مجنون فيكي» الذي سيُعرض عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال. عن مجمل أعمالها ومشاريعها تحدثت إلى «الجريدة».
آخر أعمالها قيد التحضير أيضاً المسلسل اللبناني «مجنون فيكي» الذي سيُعرض عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال. عن مجمل أعمالها ومشاريعها تحدثت إلى «الجريدة».
ما تفاصيل مسلسلك الجديد «مجنون فيكي»؟مسلسل من 30 حلقة، دراما خفيفة كتابة فراس جبران وإنتاج بودي معلولي، وبطولة رولا سعد ويوري مرقدي، إضافة إلى عدد من الممثلين اللبنانيين. يدور موضوعه في عالم الأزياء والموضة في إطار قصة حب. كذلك سنقدّم فيه ديو غنائياً يجمع البطلين كشارة للمسلسل.
صرّحت سابقاً بمشاركتك تمثيلاً في المسلسل. لمَ عدلت عن رأيك؟فكّرت ملياً في الموضوع، فارتأيت ضرورة التفرّغ للإخراج كونه يحتاج إلى جهدٍ معيّن، لا سيما أن أفكاراً عدّة قيد الدرس متعلقة بعودتي إلى التمثيل من خلال فيلمي السينمائي الخاص.لماذا اخترتم يوري مرقدي ورولا سعد للبطولة؟كُتب المسلسل بجوّ يشبه إلى حدّ ما أسلوب رولا سعد المهتمّة أساساً بالأزياء والموضة والمتابعة لهما عن كثب، فضلاً عن أنها ليست تجربتها التمثيلية الأولى، إذ شاركت سابقاً في مسلسل لبناني مصري. وينطبق هذا الأمر على يوري أيضاً الذي له تجارب عدّة في التمثيل. من ثم، ليسا جديدين على الساحة الدرامية، وهذا الأمر بدا واضحاً أثناء التحضير للمسلسل وقراءتنا النص، إذ تأكّد لنا أنهما ملائمان لدوريهما. إلى ذلك، نحتاج فعلاً إلى وجوه درامية غير مستهلكة لتطلّ عبر الشاشة.كيف ترين ثنائيتهما؟لاحظنا خلال قراءة المسلسل أنهما منسجمان فنياً، وساد جو ألفة ومحبة بين فريق العمل كلّه وشعور باندفاع لتقديم أفضل ما لدينا، وهذه الطاقة الإيجابية مهمّة جداً.هل يختلف التحدي عندما يكون بطلاً المسلسل نجميْ غناء؟طبعاً. رغم أن المسلسل كُتب بأسلوب يشبههما فإنّ الجمهور ينتظر ليرى أداء الفنان تمثيلاً وتقويم تجربته الدرامية، خصوصاً أن بعض الفنانين نجح في ذلك والبعض الآخر فشل. من الطبيعي أن أعمل على تنمية أدائهما أكثر وصقل موهبتهما لاستخراج طاقتهما، خصوصاً أنهما يتمتعان بكاريزما واضحة عبر الشاشة ولديهما جمهور واسع ينتظر إطلالتهما.
فيديو كليبات
نلاحظ أنك تحرصين دائماً على إظهار موهبة الفنان في التمثيل عبر الكليب المصوّر؟طبعاً، أحرص على ذلك. في كليب «استقالة حبّي» للفنان وائل جسار اشتغلت على إظهار أدائه كممثل، وهو من خلال هذه التجربة أُعجب بمجال التمثيل وأبدى رغبته في تجربة درامية. في رأيي، لا يقتصر العمل المصوّر على حضور الفنان إزاء الكاميرا وغنائه، بل يجب أن يؤدي بإحساس وفق الفكرة المطروحة في الكليب والإيقاع المرسوم له. كان جسار خائفاً في البداية لكنه فرح بنتيجة العمل الذي أحبّه من كل قلبه.لكل مخرج متطلباته، إنما بعض الفنانين لا يتجاوب مع المخرج.يجب أن يسلّم الفنان نفسه إلى المخرج ويتجاوب معه بثقة لأن العمل في النهاية للاثنين معاً، وينعكس نجاحه على الجميع. يحتاج تصوير الكليب كما الإعلانات الى إيصال فكرة معيّنة بدقائق محدودة، فهل تنفيذهما أصعب من تنفيذ مسلسل أو فيلم؟يستلم المخرج فكرة الإعلان جاهزة من الشركة فينفذّها كما هي من دون أي تعديل. فيما تكون فكرة الكليب خاصة به، أي مبتكرة من إحساسه الخاص. أمّا بالنسبة إلى المسلسل فهو مكتوب سلفاً، ولا يمكن التعديل في جوهره، بل يمكن من خلال تقطيع المشاهد إيصال فكرة ما إلى المشاهد. لذا فإن تنفيذ الكليب أصعب، لأنه يجب ابتكار فكرة معيّنة تقتصر على أربع دقائق، وتقديم الفنان خلالها بإطلالة جميلة. وتزداد الصعوبة في تنفيذ كليب استعراضي لأنه يحتاج إلى أكسسوارات وأزياء وديكور، ما يستغرق جهداً أكبر.إرضاء الجمهور
هل أثر انفتاح العالم عبر الإنترنت والفضائيات في مزاج الجمهور وصعوبة إرضائه؟يختلف الذوق العام من جمهور إلى آخر. أحياناً، يحبّ المشاهد الكليب لكنه لا يحب الفنان أو العكس. لذا يجب أن تكون السلة متكاملة. شخصياً، أنطلق من أجواء الأغنية وكلماتها وإحساسي بها، لتحديد جو الكليب، سواء كانت الأغنية رومانسية أو كوميدية، فأقدّم قصة أشبه بالفيلم القصير. وذلك يختلف عن الأغنية الاستعراضية التي تحتاج إلى ابتكار أزياء وأكسسوار ليطل الفنان بصورة معيّنة وأسلوب جديد على جمهوره.هل هذه الصعوبة في الابتكار تدفع البعض إلى الاستنساخ؟أكره الاستنساخ وأرفضه أساساً، لأنه لا يضيف أي جديد إلى رصيد المخرج الفنّي. أستغرب كيف أن البعض يعمد إليه علماً بأنه سرعان ما سينكشف في ظل الانفتاح العالمي عبر شبكة الإنترنت والفضائيات. صحيح أن الأفكار تجفّ أحياناً، لكنني أتكل على إحساسي الخاص ومزاجي الذي يختلف من يوم إلى آخر كأي إنسان، مع الإشارة إلى أنني أصغي إلى رأي الفنان أيضاً وإلى ما يريد الإضاءة عليه أو كيف يريد الظهور.ما جديدك على صعيد تصوير الكليب؟صوّرت أغنيتين خليجيتين للفنانة نهوى في إسبانيا بمعيّة فريق عمل الفنانة شاكيرا. كذلك صوّرت كليباً لـلعازفة «دي فانيسا» وكليب «قد السما بحبك» للفنان كريم نور. لاحظنا أخيراً أن نسبة الفنانين العرب الذين يقدّمون الأغاني المصوّرة تفوق نسبة الفنانين اللبنانيين؟صحيح، ونسبة الفنانين العرب الذين أتعاون معهم أكثر من نسبة اللبنانيين أيضاً. أعزو ذلك إلى تراجع الإنتاج المحلي الذي يحتاج إلى ممولين وداعمين. لذا نرى كماً من الأغاني المصوّرة على مسرح أو كلمات أغنية أكثر من تصوير كليب فعلي، يحتاج إلى مبلغ مادي كبير. شخصياً، أراعي الفنانين اللبنانيين، فلا أفكر بطريقة تجارية ربحية بل أبحث عن فكرة ذكية تمرر الرسالة التي نريد من دون مبالغ طائلة.تقنيات ومشاريع
إلى أي مدى ساهمت التقنيات المتطوّرة في تسريع وتسهيل عملية تصوير الكليب؟تختلف نوعيّة الصورة وفق التقنيات المستخدمة، ما يضيف إبهاراً على المشهد، وهنا أيضاً تدخل عملية التوليف المهمة جداً في تقطيع المشاهد ومتابعة إيقاع الأغنية التي أضيف إليها ألواناً فرحة ومجنونة تعكس جواً معيّناً وتُظهر الفنان بأسلوب مبتكر خاص به، لا سيما أن المعجبين يولون أهمية للإطلالة الجديدة.صوّرت برنامجاً يُعنى بالأزياء في باريس والمغرب، فما سبب اختيارك هذا المجال؟أتابع أساساً الموضة والأزياء التي هي عنصر مهمّ في أعمالي المصوّرة. عُرض هذا البرنامج الذي يهمّ المرأة كثيراً عبر قناتي «المرأة» و«الحياة» المصرية.تصوّرين في الدول الأوروبية برامج ومشاريع، فهل حققت الانتشار هناك؟عشت في باريس فترة تخصصي، وبالتالي لست غريبة عن مجتمعها. صوّرت هناك إعلانات ومشاريع عدّة. تقدّم شركة إنتاجي الخاصة، إضافة إلى الكليبات والإعلانات والبرامج، أفلاماً وثائقية، ونحن في صدد تصوير تقرير عن اللبنانيين المقيمين في إسبانيا، ووثائقي عن لبنان يُعرض في إسبانيا يعرّف أكثر عن مجتمعنا لأن غالبية الإسبان إمّا لا تعرف وطننا أو لديها فكرة خاطئة عنّا. لذا أهدف من خلال عملي إلى إظهار الصورة الحقيقية عن وطني وتحقيق اندماج بين البلدين اللذين أنتمي إليهما.ما مشاريعك السينمائية المرتقبة؟بعد انتهاء نصّ فيلمي السينمائي الخاص الذي سأتولى بطولته وإخراجه، نرّكز راهناً على اختيار الممثلين الذين ليسوا بالضرورة معروفين، بل هم ملائمون لأدوارهم. إلى ذلك سأصوّر فيلماً قصيراً يتناول موضوعاً إنسانياً جريئاً عن مجتمعنا سيُعرض في أوروبا. هدفي راهناً الانتشار هناك، خصوصاً أن لدي معارفي في باريس وإسبانيا.انتقائية في الدراما
حول الإنتاج الدرامي اللبناني الذي دخل المنافسة بقوة في رمضان الفائت، تقول رندلى قديح: «لم تتسنَ لي المتابعة عن كثب إنما نلاحظ أن الإنتاج تطوّر وتحسّنت الصورة. أعزو التفاوت في الاهتمام بين مسلسل وآخر إلى ذوق الجمهور فثمة من يحبّ المسلسلات اللبنانية الصرف وثمة من يحبّ الإنتاج المشترك، وثمة من يتابع فنانين معيّنين». وعن عدم حماستها لتصوير دراما لبنانبة محلية، توضح: «تحتاج الدراما إلى تفرّغ طويل بين التصوير والتوليف، فيما لدي الكثير من المشاريع لا أستطيع خسارتها أو تأجيلها، خصوصاً أنني أملك شركة إنتاج خاصة. لهذا السبب أختار أعمالاً معيّنة أوليها أهمية وأرغب فعلاً في تنفيذها كما مسلسل «مجنون فيكي» لصديقي المقربّ فراس جبران».
أعود إلى التمثيل بفيلمي السينمائي الخاص
يجب أن يسلّم الفنان نفسه للمخرج
يجب أن يسلّم الفنان نفسه للمخرج