العماري اختتم «صيفي ثقافي» بأنغام التراث الجميل
قدم 15 أغنية متنوعة من قصائد كبار الشعراء
قدم المطرب سلمان العماري 15 أغنية، في الحفل الختامي لمهرجان "صيفي ثقافي 12"، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا.
أشعل الفنان سلمان العماري، بمصاحبة فرقة الماص للفنون الشعبية، مسرح عبدالحسين عبدالرضا، غناءً وعزفاً ورقصاً على أنغام "البحري" و"الصوت" و"الخماري"، فاستحضر عبق التاريخ وروعة التراث بلمسة الحاضر، من خلال صوته الشجي والحالم الذي تجاوب مع عذوبة الكلمات القديمة، سواء من التراث أو من كبار الشعراء في الجزيرة العربية، على مدى ما يفوق الساعتين، في الحفل الذي اختتم به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مساء أمس الأول، فعاليات مهرجان "صيفي ثقافي 12".وقال العماري لـ"الجريدة": "أشكر القائمين على المهرجان، الذين لم يقصروا معنا في شيء، فكان من الطبيعي ان تكون الليلة الختامية هي ليلة من الليالي المعدودة في الغناء، من حيث التفاعل والانسجام والأداء من الجميع، سواء من الذواقين في السمع ومحبتهم للمستوى الغنائي المرموق أو من اعضاء الفرقة الذين كانوا عند مستوى الحضور، في تقديم ما أسعد الجمهور".وأكد أن تفاعل الجمهور هو الذي ساهم في ان تخرج هذه الليلة في ابهج صورها، مما يؤكد ان الفن الشعبي يحمل إحساسا صادقا، وهو ما يتعطش له دوما عشاقه.
قدم العماري 15 أغنية في تلك الليلة الاستثنائية، غير المسبوقة في الحضور الجماهيري الذي جاء يسمع المفردة والجملة اللحنية الجميلة، بهدير أمواج الخليج العربي، والمطرزة بآهات "الغاصة" الساهرين، تعبا على ظهر المحمل، في ليلة كويتية طربية، بكل حنين وإحساس الماض الأصيل، على مسرح تحمل فوق طاقته. وتنقل مع فرقته بين مختلف أنواع الفنون الغنائية الشعبية كالخماري والبحري والصوت والسامري، بمجموعة من الأغنيات، منها على سبيل المثال: هود الليل والعبلي يا ورد الحمام والا يود ان ومهفهفة وسلمولي وقال الفتى قلبي وما تبت منه وظبي اليمن ويا سعود والبارحة ويا منيتي والسمر والبيض.وبلغ التجاوب على المسرح مداه، عندما شدا العماري بأجزاء من معلقة عنتر بن شداد: "إذا الريحُ هبَّتْ منْ ربى العلم السعدي" وهي أبيات: مُهفْهَفةٌ والسِّحرُ من لَحظاتها إذا كلمتْ ميتاً يقوم منْ اللحدِأشارتْ إليها الشمسُ عند غروبها تقُول: إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعديوقال لها البدرُ المنيرُ ألا اسفري فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِفولتْ حياءً ثم أرختْ لثامها وقد نثرتْ من خدِّها رطبَ الوردوسلتْ حساماً من سواجي جفونها كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّولم تقتصر تجليات العماري على سحر الغناء وجمال العطاء الذي أروى عشاق التراث، وإنما منح مساحات واسعة لعازفي الايقاع الذين شاركوه عزف أعماله الغنائية، على الطبول وآلات النقر، والدفوف، والطبل المطوق، والطبلة الصغرى، مما أشاع اجواء من البهجة، بعدما بث الانفعال الفني والحماسة والفرح لبعض من اعضاء فرقة الماص الذين قدموا العديد من الرقصات الفلكلورية التي تميزت بالتنوع والقوة والمرونة.وأشاد الامين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي بالحفل الختامي، وقال إن حضور سلمان العماري كان عنوان الجمال فيها، مضيفاً أن المهرجان الذي اقيم برعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الاعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله كان ناجحا بكل المقاييس، سواء من حيث الاقبال الجماهيري على انشطته المتنوعة وأمسياته الطربية المتنوعة التي منها ما قادها المايسترو ناصر النويشير، أو ما قدمه المطرب العراقي حميد منصور، الذي زار الكويت لأول بعد 37 عاما، إذ غنى في مسرح الأندلس عام 1980، أو من خلال حضور ابو الفنون بعرضين مسرحيين هما "عطسة" لفرقة المسرح الكويتي، و"كمبوشه" لفرقة المسرح الشعبي، وكلاهما من العروض التي اثبتت تميزا وتفردا في الأداء والنص والإخراج. كما أقيم معرض للصور الفوتوغرافية بمشاركة مجموعة كبيرة من المصورين الهواة، في لفتة جميلة من المجلس الذي لطالما قدم الدعم وسخر امكاناته من اجل تشجيع المبدعين والهواة، في كل المجالات الثقافية والفنية.