رياح وأوتاد: خروج وزير المالية من عنق الزجاجة
أجد صعوبة، بل استحالة أن ينجح وزير المالية في إصلاح الاختلالات الهيكلية دون التطرق إلى الزكاة الشرعية أو إلى ضريبة الدخل حسب مفهوم الدول الأخرى، وأنا على علم بأن القانون مدروس وجاهز للتقديم إلى مجلس الأمة منذ سنوات، وعلى الحكومة أن تبادر إلى تقديمه فوراً بصياغة شرعية ووطنية حتى يتم لوزير المالية الخروج من عنق الزجاجة.
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
وبدون الدخول في التفصيل والترجيح بين الرأيين، أرى أن الشعب الكويتي لن يقبل المساهمة في خطة وزير المالية مهما كانت مبرراته مهمة وقوية، إلا إذا رأى الحكومة تحصّل من الكبار أولاً.وهذا كان فعل النبي، صلى الله عليه وسلم، الذي قال: "صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم"، وهذا ما تفعله الدول المتقدمة أيضاً التي تشكل الضرائب على التجار جل ميزاتياتها، هذا بالإضافة إلى الأثر الاجتماعي الذي يضفيه هذا الإجراء على المجتمع، وهو اقتناع الجميع بمساهمة الكبار، وأنهم القدوة قبل الصغار، بل سيستفيد الصغار من تحسن الخدمات وشمولهم بالمظلات الاجتماعية التي ستوفرها مساهمة الكبار، وهذا منصوص عليه في الدستور الكويتي أصلاً.قبل أسابيع نشرت "فوربس" تقريراً عن "المليارديرات" في العالم، وبين التقرير أن نسبتهم في الكويت من أعلى النسب في العالم، والأربعة الكبار منهم تبلغ ثروة الواحد منهم حوالي المليار ونصف المليار جنوها من خير الكويت. لذلك أجد صعوبة، بل استحالة أن ينجح وزير المالية في إصلاح الاختلالات الهيكلية دون التطرق إلى الزكاة الشرعية أو إلى ضريبة الدخل حسب مفهوم الدول الأخرى، وأنا على علم بأن القانون مدروس وجاهز للتقديم إلى مجلس الأمة منذ سنوات، وعلى الحكومة أن تبادر إلى تقديمه فوراً بصياغة شرعية ووطنية حتى يتم لوزير المالية الخروج من عنق الزجاجة.