للشهداء الثلاثة، الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون، واسع الرحمة والمغفرة فربما كانوا قد استخدموا وقوداً لمؤامرة دنيئة استهدفت "الوصاية الهاشمية" على الأماكن الإسلامية والمسيحية في القدس والدور التاريخي للأردن، المملكة الأردنية الهاشمية، في المدينة "المقدسة"، وإلا فما معنى أن يكون هناك، إضافة إلى هؤلاء الشهداء الثلاثة الذين هم من مدينة أم الفحم الفلسطينية، اثنان من عرب 48 من الأقلية الدرزية قتلوا في هذه العملية كجنود في الجيش الإسرائيلي؟!

كانت هناك مؤامرة دنيئة، أحبطها الشعب الفلسطيني العظيم الذي أحبط مؤامرات كثيرة على مدى تاريخ القضية الفلسطينية الطويل، كانت تستهدف "الوصاية الهاشمية" على الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس، ودور الأردن الوطني والقومي في المدينة المقدسة، كما كانت تستهدف أيضاً السلطة الوطنية والرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وأيضاً حركة فتح والفصائل المؤيدة لها والمتحالفة معها... وهذا يجب أن يقال، مع أنه وجع كوجع رأس الخنجر عندما ينغرز في الخاصرة.

Ad

لا علاقة لهؤلاء الشهداء الثلاثة، الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون... لهم الجنة، والصبر والسلوان لذويهم، بهذه المؤامرة التي حيكت من قبل جهاتٍ من المفترض أنها غير خافية على المتابعين لصراعات المنطقة العربية الأخيرة، والدليل أن الأردن تعرض لحملة إعلامية ظالمة ترافقت مع كل هذه التطورات الأخيرة، بل ومهدت لها وقادتها تلك الفضائية المعروفة التي أخرجت "ردح" خمسينيات وستينيات القرن الماضي من قبره، ودأبت على استهداف هذا البلد، المملكة الأردنية الهاشمية، واستهداف الأشقاء الفلسطينيين والمقصود هنا هو منظمة التحرير والسلطة الوطنية والرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وبالطبع فإن الهدف معروف وواضح، وهو إشاعة الفوضى غير الخلاقة، وتوفير الفرصة للإخوان المسلمين وحركة حماس، التي هي جناحهم الفلسطيني، لفعل ما كانوا فعلوه في مصر قبل انتفاضة 25 يناير 2011.

إن هذا الذي نقوله ليس افتراضاً، وهو ليس تجنياً على أحد، ويقيناً ان المفترض أن "الجهات المعنية" لديها الكثير من الحقائق عن هذه المؤامرة الدنيئة فعلاً، التي لم يتردد أصحابها من أجل إنجاحها في استخدام حتى المحرمات وحتى الأرواح البريئة وحتى القضايا المقدسة التي يجب ألا تستخدم في مثل هذه الصراعات... وإلا فما معنى أن تبدأ "أوركسترا" استهداف الأردن، والوصاية الهاشمية على الأماكن الإسلامية والمسيحية في القدس، واستهداف السلطة الوطنية ومنظمة التحرير أيضاً قبل أن تجف دماء الشهداء الثلاثة الأبرار... وهنا فإن المعلومات المؤكدة تشير إلى أن مخترع مصطلح "الآباء القابضون"، أي الذين باعوا فلسطين، هو الذي يقود هذه الحملة، ومعه شيخ "المزايدين" الذي بادر منذ اللحظة الأولى إلى رفع شعار "إن السيادة على القدس يجب أن تكون للفلسطينيين"... والمقصود "لا للدور الأردني ولا للوصاية الهاشمية"!

لقد كانت حسابات هؤلاء، الذين فاجأتهم مواقف "المقادسة" وبطولات الشعب الفلسطيني، أن المعادلة المقدسية ستنهار بعد عملية الشهداء الأبرار الثلاثة، وأن الإخوان المسلمين، ومعهم "حماس" ونداءات وزمجرات الشيخ يوسف القرضاوي، سيتصدرون المشهد في المدينة المقدسة، وأنهم سيفرضون "أجندة" ربما تريدها إسرائيل غير "الأجندة" الحالية، ولذلك فإن "أوركسترا" أتباع صاحب مصطلح "الآباء القابضون" سارعت إلى استهداف الأردن، المملكة الأردنية الهاشمية، بالاتهامات الملفقة مستغلة ظروف جريمة قتل حارس السفارة الإسرائيلية لاثنين من الأردنيين، ومركزة في هذا الاستهداف على "الوصاية الهاشمية" إن مباشرة وإن تحت عنوان أن "السيادة" على القدس للفلسطينيين، كل هذا وهم يعرفون أن هدف الوصاية الهاشمية على الأماكن الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة هو ضمان أن تكون السيادة على القدس الشرقية للشعب الفلسطيني الذي لابد أن يقيم دولته المستقلة على كل ما احتل من وطنه فلسطين في عام 1967.