في مبادرة إيجابية لاختراق جدار أسوأ أزمة سياسية تشهدها المنطقة في تاريخها، أبدت البحرين والسعودية والإمارات ومصر، استعدادها للحوار مع قطر، بشرط التزام الدوحة بوقف دعم وتمويل التطرف ونشر خطاب الكراهية والتحريض، والالتزام بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، معربة في الوقت نفسه عن تمسكها بوساطة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.

وتمخض الاجتماع التشاوري الثاني لوزراء خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة، والسعودية عادل الجبير، والإمارات عبدالله بن زايد، ومصر سامح شكري، عن بيان مشترك تضمن ترحيباً بالحوار مع قطر بعد تنفيذها المطالب الثلاثة عشر، ومنها تخفيف مستوى العلاقات مع طهران، وإغلاق قناة «الجزيرة»، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، وقطع العلاقات مع الجماعات المتطرفة.

Ad

وتمسكت الدول الأربع، في بيان تلاه وزير الخارجية البحريني، بالمبادئ الـ6 التي أعلنت في اجتماع القاهرة مطلع يوليو الجاري، فضلاً عن مخرجات اتفاق الرياض في 2013 وملحقه في 2014، مؤكدة أنها تتمنى نجاح جهود ووساطة صاحب السمو أمير الكويت في رأب الصدع الخليجي.

وفي خطوة أبعدت شبح التصعيد، أبقى البيان على الإجراءات التي اتخذتها الدول المقاطعة في 5 يونيو الماضي دون إضافة مزيد من العقوبات، مؤكداً أن جميع ما اتخذ تجاه قطر من أعمال السيادة، ويتوافق مع القانون الدولي، كما يتفادى قدر الإمكان الشعب القطري.

واستنكر البيان «قيام السلطات القطرية المتعمد بعرقلة أداء مناسك الحج لمواطنيها»، مشيداً بالتسهيلات التي تقدمها السعودية لأداء المناسك، التي تبدأ في آخر أغسطس المقبل.

من جهته، استهجن وزير الخارجية السعودي «الدعوات التي تصدر من قطر» منادية بإدارة دولية للحرمين الشريفين، واعتبر أنها بمنزلة «إعلان حرب»، مؤكداً احتفاظ المملكة بـ«حق الرد» ورفضها «تسييس فريضة الحج».

في المقابل، نفت وزارة الأوقاف القطرية، وقفها التسجيل إلكترونياً على موقعها لأداء فريضة الحج هذا العام، بعدما ترددت أنباء عن ذلك.

واحتجت الدوحة على الشروط التي وضعتها الرياض، خصوصاً رفض الأخيرة استقبال الحجاج القطريين إذا وصلوا في رحلات مباشرة من الدوحة على متن الخطوط الجوية القطرية، كما اشتكت مضايقات وعراقيل تتعلق بتحويل الأموال.

ورداًً على سؤال بشأن تقارير عن مشاورات بين القاهرة والمنامة لإقامة قاعدة عسكرية في البحرين، نفى وزير الخارجية البحريني صحة تلك التقارير، التي جاءت عقب تسريع الدوحة إقامة قاعدة عسكرية تركية على أراضيها، مع تفجر الخلاف الخليجي في 5 يونيو الماضي.