خامنئي يغيّر لهجته مع السعودية ويتمسك بتسييس مناسك الحج
أول قافلة إيرانية تتوجه إلى المدينة... وتأييد سجن مهاجمي بعثات الرياض
مع توجه القافلة الأولى من الحجاج الإيرانيين من مدينة هرمزكان إلى المدينة المنورة، غيّر المرشد علي خامنئي لهجته مع السعودية بصورة تصالحية، لكنه تمسك بقضية «تسييس المناسك»، بدعوته إلى استغلال هذا الموسم لإظهار الموقف من الولايات المتحدة وقضية فلسطين.وخلال استقباله عدداً من المسؤولين عن البعثة الإيرانية، قال خامنئي: «الحج أكبر فرصة لإبداء العقيدة، فأين تجد الأمة الإسلامية فرصة أفضل منه لإبداء احتجاجها بشأن انتهاك المسجد الأقصى؟ وما هو أفضل مكان لإبداء الموقف بشأن الوجود الأميركي المثير للشر في المنطقة؟».وفي تغيير واضح لخطابه تجاه السعودية، اعتبر خامنئي أن الضمانات التي قدمتها المملكة كانت كافية للموافقة على إرسال الحجاج الإيرانيين، مؤكداً ضرورة «أن يحاول الحجيج إيجاد الوحدة بين المسلمين، وتفادي أي كلام أو تصرف من شأنه أن يفرّق بينهم».
وخلافاً لمواقفه السابقة ودعوته إلى تشكيل لجان من الدول الإسلامية لتأمين المناسك والإشراف عليها بعيداً عن السعودية، شدد خامنئي على أن مسؤولية الحج تقع على عاتق الدولة المضيفة، والمملكة تتحمل توفير الأمن في مكة المكرمة والأماكن المقدسة. وتفادى المرشد الإيراني، في توجيهاته لمسؤولي البعثة، الكلام عن حكام السعودية أو إقامة مراسم «البراءة من المشركين» التي أعلنها سلفه الخميني، منذ تسلّمه السلطة في عام 1979، شعيرة من شعائر الحج، والتي كانت دوماً موضوع خلاف بين طهران والرياض.وأكد مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أنه، بعد دراسة، أرسل المجلس رسالة إلى خامنئي تفيد بأن الضمانات السعودية كافية، وأنه إذا تقيد الحجاج بالتعليمات، فمن المستبعد أن يواجهوا مشكلة، مبيناً أن أعضاء المجلس نصحوا المسؤولين الإيرانيين بتغيير لهجتهم، كي لا يثيروا الخلافات مع السعودية في موسم الحج.في السياق، أعلن وكيل المتهمين بالهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد أن محكمة الاستئناف أيدت سجن 10 منهم، 5 مدة 3 أشهر، والـ5 الآخرين 6 أشهر، وجلدهم 74 جلدة بسبب تخريب أموال عامة وتعكير الأجواء الأمنية.في هذه الأثناء، أعلنت طهران أن عدد الحجاج هذا العام سيبلغ 86500 شخص، سيتوجهون إلى الديار المقدسة في 600 قافلة.