تحتضن الورش التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة في دورته الـ 19 الأطفال والناشئة للتعبير عن مواهبهم وقدراتهم الفنية والإبداعية في مركز عبدالعزيز حسين الثقافي بمنطقة مشرف.

ويحرص المهرجان في كل دورة من دوراته على التجديد والتنوع في إقامة الورش، رغبة في أن تكون الحصيلة النهائية التي يتلقاها الأطفال استثنائية.

Ad

وتتميز الورش بديناميكيتها حتى يحظى الجميع بالفائدة المرجوة، حيث إن الهدف من هذه الورش ليس تلقين الأطفال معلومات، بل تعليمهم بطرق مبتكرة، وتحقيق التفاعل بين الأطفال، علاوة على رسم البسمة على وجوههم من خلال الجمع ين التعليم والاستمتاع.

"الجريدة" اطلعت على بعض الورش، التي يقدمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مهرجان الثقافي للأطفال والناشئة، من خلال جولة فيها، وهي "ورشة صناعة الشخصيات العرائسية" للدكتورة خلود الرشيدي، التي قالت، إن الدمى والعرائس والأقنعة عرفت بأنواعها المختلفة مع بدايات الحياة الإنسانية، حيث بدأ الإنسان البدائي استخدامها في شعائره وطقوسه الدينية، ثم تطور هذا الاستخدام فيما بعد بتطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حتى وصلت هذه الدمى فى عصر متأخر إلى فن من الفنون المسرحية، أي إنها أداة للعب الإنساني. وأضافت د. الرشيدي أنه في نهاية القرن التاسع عشر، حتى اليوم على وجه الخصوص، أصبحت العرائس وسيلة من وسائل الثقافة والترفيه وتربية الإحساس الجمالي للمتلقي سواء للأطفال أو للكبار، وبذلك اكتسب مسرح العرائس توصيفاً جديداً، إذ أصبح إحدى الوسائل الرئيسية في تعليم الطفل، وفي الوقت ذاته يعد عرضاً شائقاً للكبار، فمن خلال ألعاب العرائس الهادفة يتم التدريب على كيفية التعبير عن النفس سواء للمبدع أو للمتلقي، حيث تقدم مسرحيات العرائس أنماطاً مختلفة ورموزاً لموضوعات من الخيال أو من الحياة توحد بين المبدع والمتلقي لتقيم بينهما علاقة جديدة ترتبط بسياق العمل الفني، سواء في قاعة العرض أو غيرها من الأماكن، التي يمكن أن تقدم فيها عروض مسرح العرائس.

ولفتت إلى أن الورشة، التي سوف تقدمها تحتضن أعماراً صغيرة، وستتولى تعليمهم تصنيع عرائس القفاز، وأيضاً عرائس السلك، وعرائس الماريونيت، وهي عرائس "الخيوط".

وأشارت إلى أن الورشة تشتمل على شرح توضيحي "نظري"، حيث قامت بتحضير مجموعة من أشكال العرائس، حتى يتعرف عليها الأطفال المنتسبون إلى الورشة، وأيضاً تعريفهم بالخامات والمواد، التي تستخدم في تصنيع العرائس.

وأوضحت أنه سيكون بإمكان كل طفل منتسب من بعد شرح الجانب النظري أن يضع فكرة "العرائس" الخاصة به، التي يريد أن يصنعها، لافتة إلى أن المميز في الورشة هو التنويع، "حيث سنعمل على عدة جوانب مختلفة حتى يتمكن الأطفال في نهاية الورشة من عمل عرض للعرائس خاص به".

وأكدت د. الرشيدي أنها وضعت منهجاً مبسطاً للأطفال المنتسبين بحيث يكون مشوقاً لاستعابهم وتنمية قدراتهم.

اللقطة المميزة

وفي ورشة "التصوير الفوتوغرافي"، قال مقدمها أيمن باقر، إن الورشة تهدف إلى تعليم الناشئة الطرق الصحيحة للتصوير، واختيار اللقطة المميزة بزاوية إبداعية.

وأوضح باقر، أن الورشة تساهم في تثقيف المنتسبين بأساسيات التصوير، وكيفية التحكم بإعدادات الكاميرا، لافتاً إلى أنه من خلال الورشة يحرص على إعطاء الجانب النظري، ومنه التعرف على أجزاء الكاميرا، وكيفية التحكم بها، من خلال جو مميز لأخذ المنتسبين في جو العمل، وتشويقهم لبذل المزيد من الجهد وصقل موهبتهم.

وذكر أنه في نهاية هذه الورشة سوف يتمكن الأطفال المنتسبون من البحث عن أفكار جميلة للتصوير وتنمية الحس الفني لديهم.

لوحات فنية

وبالنسبة لورشة "الديكوباج" قال مقدمها فهد السيف، إن "الديكوباج" يعني فن استخدام الورق القديم لعمل لوحات فنية، وعرف ذلك في البداية بالصين، وبعدها انتشر في فرنسا.

وأضاف السيف أنه فن رائع، إذ يمكن باستخدام خامات بسيطة وقديمة الحصول على لوحات فنية جميلة، التي تكتسب مظهراً فنياً يشبه الأعمال اليدوية الحرفية.

وأوضح أن هذا الفن اشتهر بين الفقراء، من خلال استخدام مواد مستهلكة حتى تكون مخرجاتها في النهاية ذات قيمة وتصلح أن تكون ديكوراً، لافتا إلى أنه من خلال هذه الورشة سوف يتولى دمج كل من "الكولاج" أي القصاصات الورقية و"الديكوباج" وهو عبارة فن الورق.

ولدى سؤاله عن رأيه في الورش، التي يقدمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ذكر أن المجلس بذل مجهوداً واضحاً، معرباً عن سعادته بمشاركته الأولى في تقديم الورش ضمن فعاليات المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة.