ينطلق قريباً تصوير الفيلم السينمائي «لبنان رسالة إلى كل العالم» في المناطق اللبنانية، بمشاركة كبار النجوم في العالم الذين سيحضرون خصيصاً لتنفيذ العمل، لا سيما أن الفيلم يتناول الحياة الثقافية اللبنانية من جوانبها كافة وسيبث على محطات التلفزة ودور السينما العالمية. لهذه الغاية، استقبل وزير الثقافة في لبنان د. غطاس الخوري، في مكتبه، في الوزارة المنتج السينمائي العالمي جون كوري والباحث د. عصام عطاالله في إطار التعاون مع الوزارة لدعم الفيلم. أعرب الخوري عن استعداد الوزارة لوضع الإمكانات المتوافرة في مديرية شؤون السينما والأرشيف السينمائي، وما يتضمّن من معلومات وخبرات بتصرف القيمين على الفيلم لنقل صورة حقيقية عن لبنان الثقافة والحضارة والعيش المشترك.
بالمناسبة قدَّم المنتج كوري كتابه إلى وزير الثقافة وهو بعنوان Cheyenne The Rising Sun، كذلك قدّم د. عطالله للوزير كتابين أصدرهما أخيراً هما «فصل السلطات وسيادة القانون»، و«البلديات والحكم الرشيد - الحالة اللبنانية».
«قضية رقم 23»
يطلق المخرج اللبناني زياد الدويري فيلمه «قضية رقم 23» (The Insult) في 14 سبتمبر، بعد عرضه ضمن المسابقة الرسمية للدورة الرابعة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي (30 أغسطس- 9 سبتمبر)، بعدما اختارته اللجنة المنظمة للمهرجان. تدور الأحداث في أحد أحياء بيروت، وتتمحور حول مشادة بين طوني، وهو مسيحي لبناني، وياسر، وهو لاجئ فلسطيني، وتأخذ الشتيمة أبعاداً أكبر من حجمها، ما يقود الرجلين إلى مواجهة في المحكمة. وفيما تنكأ وقائع المحاكمة جراح الرجلين وتكشف الصدمات التي تعرضا لها، يؤدي التضخيم الإعلامي للقضية إلى وضع لبنان على شفير انفجار اجتماعي، ما يدفع بطوني وياسر إلى إعادة النظر في أفكارهما المسبقة ومسيرة حياتهما.يضمّ الفيلم نخبة من الممثلين اللبنانيين من بينهم: عادل كرم، وريتا حايك، وكميل سلامة، وديامان بو عبود، إضافة إلى جوليا قصّار، وطلال الجردي ورفعت طربيه، والممثل الفلسطيني كامل الباشا.«قضية رقم 23» هو الفيلم الروائي الرابع لدويري بعد «بيروت الغربية» (1998) و«ليلا تقول» (Lila says) عام 2004 و«الصدمة» (The Attack) عام 2012. ولد زياد دويري في بيروت عام 1963، ونشأ إبان الحرب الأهلية، وكان يصوِّر أفلامه الشخصية بكاميرا 8 ملم. في العشرين من عمره سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية والتحق بجامعة سان دييغو وتخرج فيها عام 1986 حاملاً إجازة في السينما. بين 1987 و1997، عمل كمساعد تصوير وكمصور لأفلام لكبار المخرجين في لوس أنجليس من بينها ثلاثة أفلام للمخرج كوينتين تارانتينو. عام 1998 كتب زياد دويري فيلمه الطويل الأول «غرب بيروت» وأخرجه، فنال شهرة واسعة وإعجاب النقاد وحصد جوائز في مهرجانات حول العالم أتبعه فيلم «هكذا قالت ليلا» والذي عرض في مهرجان ساندانس وغيره. عام 2013 أخرج الدويري فيلمه «الصدمة» الذي أثار جدلاً ومنع من العرض في لبنان ومعظم الدول العربية (باستثناء المغرب) لمشاهده التي صورها في تل أبيب وضواحيها. الفيلم مقتبس من قصة لياسمينا خضرا بالعنوان نفسه، وبلغت كلفة إنتاجه 1،5 مليون يورو بتمويل فرنسي وقطري. آخر أعماله «علاقات خارجية»، يتمحور حول دبلوماسي فرنسي متقاعد ترسله الحكومة الأميركية سراً لمفاوضة اتفاق بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية حول قطاع غزة والضفة الغربية.تكريم مارون بغدادي
بالتعاون مع «نادي لكل الناس»، كرّمت غاليري «صفير زملر» في بيروت ذكرى المخرج اللبناني مارون بغدادي فعرضت ثلاثة أفلام له على مدى ثلاثة أيام (26 يوليو28- منه)، هي: «خارج الحياة» (1991) ويتمحور حول مصور فرنسي، يحتجز كرهينة في بيروت التي مزقتها الحرب، ما يؤدي إلى انكسار ثقته بذاته. «بيروت يا بيروت» (1975)، ويتمحور حول شباب يعيشون في لبنان منتصف السبعينيات، من بينهم إميل الذي يتصور أن الكون يبدأ وينتهي عنده، وأنه يعيش في أسرة مثالية، إلى أن يفاجأ بأحداث تغير وجهة نظره، وكمال الذي يعتقد أن بيروت مقسمة إلى شطرين، الرأسمالية البغيضة وبيروت الاستعمار، وصفوان الذي يحاول تعديل فكرتهما عن الحاضر. « لبنان بلد العسل والبخّور» (1988) وهو فيلم تلفزيوني طويل، يتمحور حول تجربة «أطباء بلا حدود» خلال الحرب الأهلية في لبنان. صور مارون بغدادي الفيلم في اليونان لتعذر تصويره في بيروت بسبب الحرب، ونال «جائزة الصليب الأحمر» في «مهرجان موناكو».ولد البغدادي في بيروت عام 1950، ويعتبره كثر أحد صانعي السينما العربية ورائد الموجة السينمائية الجديدة في لبنان. بعد اندلاع الحرب اللبنانية أخرج بغدادي فيلمه «بيروت يا بيروت»، أقام فترة في الولايات المتحدة الأميركية التقى خلالها المخرج الأميركي فرانسيس فورد كوبولا، الحائز جائزة أوسكار. خلال تلك السنوات قدم أفلاماً وثائقية من بينها: «تحية إلى كمال جنبلاط، أجمل الأمهات، تسعون». عام 1982 قدّم بغدادي «حروب صغيرة»، تدور أحداثه خلال الحرب اللبنانية، وبعده «الرجل المحجب» و«خارج الحياة»، نال عن الأخير جائزة لجنة التحكيم من مهرجان «كان» السينمائي الدولي عام 1991 بالمناصفة مع المخرج الدنماركي لارس فون ترير عن فيلمه «أوروبا».توفي بغدادي عام 1993 عن عمر يناهز 43 عاماً إثر وقوعه على سلم منزله وإصابته بنزيف حاد أدى إلى وفاته.