في لفتة إنسانية ضمن مقاربة المملكة العربية السعودية بـ«مواجهة الإرهاب»، أمر العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، باستضافة «ألف من أسر شهداء القوات المسلحة والشرطة المصرية» لأداء فريضة الحج التي تحل أواخر أغسطس الحالي.

وأعلن سفير المملكة بالقاهرة مندوب الرياض الدائم لدى جامعة الدول العربية عميد السلك الدبلوماسي العربي أحمد قطان في بيان، أن الاستضافة تأتي «تكريماً وتقديراً من العاهل السعودي لأسر الشهداء الذين ضحى أبناؤهم بأرواحهم في سبيل الدفاع عن وطنهم».

Ad

إلى ذلك، غداة إعلان الدول الأربع استعدادها للدخول في حوار مع الدوحة إذا أبدت نية لتنفيذ قائمة المطالب، اعتبر وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن أن قائمة المطالب التي تقدمت بها الدول الأربع ملغاة، وبلاده ترفضها.

واعتبر وزير خارجية قطر أن بيان المنامة، الذي خرج أمس عن اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع، وهي الدول المقاطعة لقطر، حفل بتناقضات عديدة.

وقال بن عبدالرحمن «البيان ذكر أنه يجب على دولة قطر أن تستجيب للطلبات الـ13 ومبادئ القاهرة الستة، وهذا فيه مخالفة واضحة وصريحة لقائمة المطالب نفسها التي قالت في أحد بنودها إن المطالب تعد ملغاة بعد مرور 10 أيام، وهذه جزئية فقط من جزئيات التعنت». وتابع «أما البنود الأخرى من بيان المنامة، فتوضح أنه ليست هناك رؤية واضحة، إنما هناك استمرار في سياسة التعنت من قبل الدول الأربع، وعدم الاعتراف بأن الإجراءات التي تم اتخاذها ضد قطر إجراءات غير قانونية وجائرة».

من جهة أخرى، نفى الوزير أن يكون صدر أي تصريح من أي مسؤول قطري بشأن تدويل الحج. وقال إنه «لم يتم اتخاذ أي إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية»، وأوضح أن «قطر لم تسيّس الحج، بينما تم تسييسه للأسف من قبل السعودية».

وكان وزراء خارجية الدول الأربع، التي أعلنت في يونيو الماضي مقاطعة قطر، أصدروا بياناً عقب اجتماعهم في المنامة شددوا فيه على ضرورة استجابة قطر للمطالب التي كانت أعلنتها دولهم كشرط لبدء الحوار مع الدوحة.

اتهام قطري

وفي وقت سابق، اتهمت وزارة الأوقاف القطرية الرياض بوضع عراقيل أمام أداء مواطنيها الحج، نافية أن تكون تسعى إلى تدويل إدارة موسم الحج في مكة المكرمة. وأعلنت الوزارة القطرية في بيان، أمس ، أن «وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية امتنعت عن التواصل معها لتأمين سلامة الحجاج وتسهيل قيامهم بأداء الفريضة، متعللة بأن الأمر في يد السلطات العليا في المملكة، وتنصلت من تقديم أي ضمانات لسلامة الحجاج القطريين».

غير أن الرياض أكّدت في 20 يوليو أنها ستسمح للقطريّين الراغبين في أداء مناسك الحج بدخول أراضيها، طالبة فقط الا يجري ذلك عبر الخطوط الجوية القطرية.

لكنّ وزارة الأوقاف القطريّة أفادت في البيان أنها «تنتظر معرفة الجهات العليا المخولة بتقديم هذه الضمانات في المملكة»، مضيفة أن قطر «تعرب عن أسفها لإقحام أمور السياسة في إجراءات أداء هذا الركن من أركان الإسلام، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرمان الكثير من المسلمين من أداء هذه الفريضة».

ونفت الوزارة القطرية أن تكون أغلقت باب التسجيل للحج أمام الحجاج القطريين، معتبرةً أن «هذه الأخبار الكاذبة هي تشويه للحقائق من أجل وضع العراقيل أمام الحجاج من دولة قطر، إثر الأزمة التي اختلقتها دول الحصار».

سخرية خلفان

في المقابل، سخر نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، من نفي الخارجية القطرية تدويل موسم الحج، والذي اعتبره وزير الخارجية السعودي عادل الحبير بمنزلة «إعلان حرب» ضد المملكة.

وتساءل خلفان في سلسلة تغريدات حول «الأزمة القطرية» عبر «تويتر»، قائلا إنه إذا كان وزير خارجية قطر قد نفى الأمر «فمن أين جاءت الجزيرة به؟»، مضيفاً أن «الخبر اختراق».

وتابع قائلاً في «تغريدة» أخرى: «الاختراق لازم يكون إماراتي. وإلا ما يكون اختراق». خلفان اعتبر من ناحية أخرى، أن إدارة وزير الخارجية القطري للأزمة على المستوى الخارجي تصعيدي واستفزازي، قائلا إنه «يطلب التفاوض ويؤجج المواقف».

وكانت الدوحة اتهمت الإمارات بالوقوف وراء اختراق لوكالة الأنباء القطرية الرسمية، وبث تصريحات مثيرة للجدل بشأن حركة «حماس» وإيران نسبت لأميرها تميم بن حمد قبل تفجر الأزمة الخليجية في 5 يونيو الماضي مباشرة.