الأسد متفائل بتجاوز «المرحلة الصعبة» وقواته تهدد إدلب للمرة الأولى
غداة تأكيد وزير خارجية تونس خميس الجهيناوي أن العلاقات الدبلوماسية مع دمشق لم تنقطع قطّ، والقرار المتخذ في 2012 بهذا الشأن لم يتم تفعيله، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وفدا من الاتحاد العام التونسي، مؤكدا تفاؤله بتجاوز «المرحلة الصعبة»، وسط حديث عن تسوية أميركية - روسية تنهي الحرب الأهلية السورية.واعتبر الأسد أن «أحد أهم أسباب ما تتعرض له دولنا العربية هو أننا نعيش صراع هوية وانتماء، وبرغم ذلك فقد أظهرت الشعوب العربية أنها تملك مستوى متقدما من الوعي تجاه ما يحصل في المنطقة».وحول الحرب، أكد الأسد أن «إرادة الحياة لدى الشعب وإصرار جميع شرائحه على مواصلة أعمالهم وحياتهم اليومية، بالرغم من إجرام التنظيمات الإرهابية وداعميها، إضافة إلى بطولات الجيش، من أهم أسباب تجاوز المرحلة الصعبة»، مضيفا أن «البطولة في سورية لم تعد حالة فردية، وإنما أصبحت حالة عامة».
نهر الفرات
وعلى الأرض، وصلت قوات الأسد إلى ضفاف نهر الفرات لأول مرة أمس، بسيطرته على عدد من البلدات والقرى والمرتفعات جنوب شرق محافظة الرقة، منها تلال حاكمة وبلدة الغانم العلي وقرى الجبيلي والرابية وحويجة شنآن.ووفق قيادي ميداني سوري، فإن القوات الحكومية والعشائر تحاصر الآن بقية عناصر تنظيم «داعش» في بلدات زور شمر والصبخة والشريدة والجبلي والرحبي ورجم هارون وتل المرود»، مؤكدا أن أن مسلحي التنظيم يتخذون من المدنيين دروعا بشرية، مما يؤخر تقدم الجيش. وفي دير الزور، تمكنت قوات النظام من التوغل داخل المحافظة خلال الـ24 ساعة الفائتة، لتقلص المسافة بينها وبين بقية مناطق سيطرتها المحاصرة من قبل تنظيم «داعش» منذ مطلع 2015، بحسب المرصد، الذي أوضح أن المعارك المتواصلة على محاور البادية الغربية أسفرت عن مقتل 45، ليرتفع إلى نحو 360 عدد قتلى الطرفين خلال أسبوعين.وفي تطور هو الأول من نوعه منذ شهور ينذر بمعركة واسعة في المحافظة الخارجة بالكامل عن سلطته، ألقى النظام منشورات ورقية في قرى وبلدات إدلب دعت المسلحين إلى إلقاء السلاح والخروج من مناطق المعارضة، مشددا على أن «الجيش لن يتوقف عن القتال وكل من سيستمر في المقاومة ينتظره الموت المحتم». كما ألقت مروحيات النظام منشورات مماثلة على مدن عندان، حريتان، كفر حمرة في ريف حلب الشمالي.مساعدات أممية
وللمرة الأولى منذ 5 سنوات، تلقت بلدة النشابيّة، في ريف دمشق الخاضعة لحصار قوات النظام أمس مساعدات من الأمم المتحدة، تم توزيعها على 7200 شخص، بحسب مصدر في المنظمة الدولية اعتبر أن ذلك يبقى بوجه عام «غير كاف» للمنطقة.وتقع النشابية في غوطة دمشق الشرقيّة المشمولة بخطّة «خفض التصعيد»، التي أبرمتها كل من روسيا وإيران حليفتا النظام السوري وتركيا الداعمة للمعارضة.وبعد إعلان روسيا يوم الثلاثاء توزيع أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الغذائيّة في الغوطة، أفاد المرصد بدخول قافلة ثالثة تضم 17 شاحنة تحمل مواد غذائية وطبية إلى منطقة المرج الواقعة تحت سيطرة «جيش الإسلام»، موضحاً أنها عبرت من معبر مخيم الوافدين بعد خضوعها للتفتيش من الشرطة العسكرية الروسية المنوط بها مراقبة الهدنة والفصل بين قوات النظام والمعارضة.حل التحالف
إلى ذلك، وجهت وزارة الخارجية السورية، أمس ، رسالتين إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن طالبت فيهما بحل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لاستهدافه المدنيين، مشددة على أنه «غير مشروع» وتأسس دون طلب من الحكومة وخارج إطار المنظمة الدولية.وفي حمص، شيّع أهالي مدينة السلمية، أمس، مراسل قناة «روسيا اليوم» خالد الخطيب، الذي لقي حتفه بقصف لتنظيم «داعش» استهدف قرية البغيلية بالريف الشرقي، وأسفر أيضاً عن تعرض المصور المرافق له معتز يعقوب، لإصابة خفيفة.