اكتظت صالة القبول والتسجيل في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، صباح اليوم ، بالطلبة غير المقبولين، والمستجدين المقبولين في التخصصات غير المرغوبة لديهم، للعام الدراسي 2017/ 2018، وسط ازدحام بالحشود الطلابية في مبنى عمادة القبول والتسجيل، مصطحبين معهم أولياء أمورهم، الذين أبدوا استياءهم الشديد، لعدم قبول أبنائهم في «التطبيقي»، أو لقبولهم في تخصصات غير مرغوبة. وأعرب العديد من أولياء الأمور عن استنكارهم الشديد لآلية القبول في «التطبيقي»، مشيرين إلى أن «أبناءهم الطلبة أصحاب معدلات ونسب عالية، ولم يسجلوا في خطة البعثات الداخلية أو الخارجية التابعة لوزارة التعليم العالي، رغبة في الدراسة بـ»التطبيقي»، معتبرين أن «ما جرى بعملية القبول فيه ظلم للطلبة، وعدم إنصاف».
وتساءل العديد من الطلبة عن سبب عدم قبولهم، مع أن الرغبات الخاصة بعملية الالتحاق كانت مدرجة بـ»أيقونة التسجيل»، وتشمل العديد من التخصصات العلمية والأدبية، وأن الكثير منهم وضع أكثر من 16 رغبة، لكن المفاجأة كانت بعدم قبولهم في التخصصات المشار إليها في التسجيل.وقالوا إن عدم قبولهم بمثابة كارثة حلَّت بهم، ولم يجدوا من يمد لهم يد العون، حيث سينتظرون فصلا دراسيا كاملا، أو عاما كاملا، حتى يتم قبولهم بـ«التطبيقي».وذكر الطلبة أنهم خلال توجههم إلى الموظفين، للاستفسار عن عدم قبولهم، تم الرد عليهم، بعدم وضعهم جميع الرغبات المتاحة الموجودة بأيقونة التسجيل.فيما أشار عدد من الطلبة إلى أنه تم قبولهم في تخصصات لا تناسب ميولهم، ولا يرغبون في الدراسة بها، لافتين إلى أن القبول في الهيئة للعام الدراسي الحالي كان عشوائيا، وأن أصحاب المعدلات العالية لم تتحقق لهم رغباتهم وميولهم التي أصبحت تحددها «التطبيقي».
اعتصام أولياء الأمور
واعتصم الكثير من أولياء أمور الطلبة غير المقبولين للعام الدراسي الحالي أمام صالة القبول، مستنكرين آلية القبول، وكانت هناك العديد من المشادات الكلامية مع الموظفين المعنيين بهذا الشأن. وقال أولياء الأمور إن الطلبة أصيبوا بإحباط كبير، نتيجة تخبط إدارة «الهيئة» في آلية القبول، وعدم توجيههم للمسار الأكاديمي، الذي أصبح يواجه العديد من المشاكل العالقة والتي تهدد مستقبل الطلبة. وذكر موظفو عمادة القبول والتسجيل أن الأعداد الكبيرة التي تقدمت للالتحاق بـ"التطبيقي" تفوق الطاقة الاستيعابية، والميزانية المرصودة التي تتسع لـ9877 طالبا وطالبة فقط، ما أدى إلى رفع نسب القبول في مختلف التخصصات، رغم أن وزير التربية والتعليم العالي د. محمد الفارس، أعلن عدم رفع نسب القبول في جامعة الكويت و"التطبيقي" خلال حفل إعلان نتيجة الثانوية العامة بقسميها؛ الأدبي والعلمي، والمعهد الديني، الماضي. فما مصير الطلبة المرفوضين؟ وهل ينتظرون فصلا دراسيا كاملا، حتى يتسنى لهم التسجيل؟ ومن المسؤول عن ضياع مستقبلهم؟!غياب اتحاد الطلبة
في السياق، ذهبت مناشدات الطلبة للاتحاد العام للهيئة، للأخذ بأيديهم وتقديم النصح والإرشاد لهم، أدراج الرياح، حيث لم يتواجد اتحاد الطلبة في صالة القبول، لكي يرشد المتعثرين بالإجراءات اللازمة، والتي يجب أخذها بعين الاعتبار. وتساءل الطلبة المتعثرون عن سبب غياب القوائم الطلابية التي تقول إنها رائدة العمل الطلابي.وأضافوا: «الوقت الحالي يشهد موجة عارمة من الاستياء الطلابي، ويجب أن يكون هناك اتحاد أو قائمة طلابية تبادر إلى مساعدة الطلبة، والوقوف إلى جانبهم في المحنة التي ترتبت على عدم قبولهم».وشهدت صالة القبول نقل إحدى المراجعات بالإسعاف إلى المستشفى، جراء الزحام الشديد.اتحاد الطلبة: أخطاء في نتائج المقابلات الشخصية
أكد رئيس الاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب عبدالله الصعفاك أن عملية قبول المستجدين للفصل الدراسي الأول 2017/ 2018 شابها كثير من الأخطاء التي تضر بمستقبل الطلبة، موضحا أن بعض الأقسام العلمية أخطأت في نتائج المقابلات الشخصية، فضلا عن ضياع بعض المستندات، ومشددا على أنه لابد من إعادة النظر في القبول لإنصاف المتضررين من الطلبة الذين تنطبق عليهم شروط القبول، وتم رفضهم أو قبولهم بتخصصات أدنى من التخصصات التي يرغبون بها، على الرغم من أن لديهم معدلات عالية.وأضاف الصعفاك، في تصريح اليوم ، أن عميدة القبول بالهيئة سبق أن صرحت لـ «الجريدة» بأن الهيئة لديها 9877 مقعدا للمستجدين بالفصل الدراسي الأول في 2018، بينما تم إعلان قبول 9052 طالب وطالبة فقط.وأوضح أن الاتحاد أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير التربية وزير التعليم العالي، ونقل إليه خلاله معاناة الطلبة، وأنه سيجتمع مع إدارة الهيئة اليوم، وأي طالب لديه تظلم ومستوف للشروط سيتم إنصافه.وبين أن عمادة القبول والتسجيل تستقبل تظلمات الطلاب في مبنى رقم 11 بالعديلية، وتظلمات الطالبات في مبنى رقم 7، مهيبا بزملائه المستجدين ممن يشعرون بالظلم إلى سرعة التقدم بتظلم للعمادة، مؤكدا أن الاتحاد سيتابع هذا الملف باهتمام بالغ لرفع الظلم عن الطلبة المستحقين، ولافتا إلى أن الاتحاد ليست له صلاحيات ولو بنسبة 1 في المئة في قبول أو رفض أي من الطلبة.