أبلغ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، وفداً إعلامياً إيرانياً زاره في بغداد، بأن الزيارة التي أجراها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى المملكة العربية السعودية، عادية.ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن العبادي قوله خلال لقائه الوفد الإيراني إن "العراق بلد ديمقراطي"، معتبرا أن زيارة الصدر "إجراء طبيعي".
الى ذلك، قال المتحدث باسم زعيم التيار الصدري، صلاح العبيدي، إن الصدر اتفق مع نائب الملك السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائهما في مدينة جدة، على "تغليب لغة الاعتدال والتخلص من الخطاب الطائفي"، مشيرا الى أن "التدخل الإيراني والسعودي والتركي في الشأن العراقي كان سلبيا". واعتبر المتحدث في حوار مع قناة "العربية" السعودية أن "إيران تبحث عن مصالحها في العراق"، مشددا "لن نعطي فرصة لأي طرف لأن يحقق مصالحه على حساب المصالح العراقية". وتأتي زيارة الصدر الى السعودية وسط حديث عن نية زعيم "تيار الحكمة" عمار الحكيم إجراء زيارة الى السعودية، وبعد أسابيع على زيارة العبادي نفسه الى المملكة، وما تلاها من زيارة لوزير الداخلية قاسم الأعرجي، حيث تم التوصل الى تفاهمات أمنية بين الطرفين. ويتصاعد التنافس السياسي في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة عام 2018، وتفيد تقارير بأن إيران تحاول استبدال بعض الزعامات التقليدية الوزانة في العراق بوجوه جديدة من قادة فصائل "الحشد الشعبي"، فيما تحاول السعودية نسج علاقات سياسية مع قسم من هذه الشخصيات. في هذا السياق، نقلت وكالة فارس الإيرانية المقربة من الحرس الثوري عن مصدر برلماني عراقي، إعلانه تشكيل "ائتلاف الأوفياء" برئاسة "منظمة بدر"، لخوض الانتخابات البرلمانية. وقال المصدر إن "فصائل المقاومة المنضوية في الحشد الشعبي، اتفقت على خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في ائتلاف موحد، من أجل توحيد الأصوات وعدم تشتيتها". وكشف أن "ائتلاف الأوفياء سيكون بقيادة منظمة بدر، ويضم مرشحين من كتائب حزب الله، وكتائب سيد الشهداء، وعصائب أهل الحق، وجند الإمام". الى ذلك، قال العبادي للوفد الإيراني إن "إيران أول بلد ساعد العراق في حربه على الإرهاب"، لافتا إلى أن "بغداد تعتبر التصدي لأي اعتداء على إيران واجبا أخلاقيا وشرعيا عليها".وأضاف أن "انتصار العراق في الموصل يأتي في ظل وحدة الشعب العراقي وتضامنه في وجه التيارات الانحرافية"، مبينا أن "مساعدة الشعب العراقي للقوات الشعبية والجيش حققت النصر على تنظيم داعش الإرهابي".وفيما يتعلق بالاستفتاء الكردي، أوضح العبادي أن "موقف بغداد واضح، فهي تعتبر أن الاستفتاء أكثر من خطير، ولا يقتصر الأمر على عدم قانونيته، بل يتعداها إلى خلق مشاكل جديدة"، معتبراً أن "مصالح المواطنين الأكراد في العراق لا تكمن في الانفصال والخروج من وحدة العراق، ولاسيما بوجود الفدرالية".في السياق، قال رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، أمس ، خلال كلمته في مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ 34 لـ "فاجعة أنفال البارزانيين" في إقليم كردستان، إن "بغداد تتصور أننا نطالب بالاستفتاء كورقة ضغط، والحقيقة أننا نقوم بهذه الخطوة بعد قناعتنا التامة بضرورتها، وماضون لإجرائها للوصول إلى الاستقلال".وأضاف البارزاني: "إنني أوكد ثانية أننا لا نريد الاقتتال، وهدفنا هو أن يتفهموا وضعنا، وأن نتفق معهم عبر الحوار، وأن نكون جيرانا مسالمين مع بعضنا البعض"، مشيرا إلى أن "الدواء الحقيقي لجرحنا من جراء تعرضنا له من جرائم مثل الأنفال والإخوة الأيزيديين والقصف الكيماوي هو المضي نحو الاستقلال".ولفت الى أن "بغداد لم تلتزم بالدستور، ومنعت الأسلحة عن قوات البيشمركة، كما لم يتم السماح لنا باستيرادها من الخارج"، مؤكدا أن "قطع أرزاق ورواتب المواطنين جريمة لا تقل عن جريمة قصفهم بالمواد الكيمياوية". في المقابل، قال قحطان الجبوري مستشار رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إن "الرئيس أكد خلال لقائه بعدد من البعثات الدبلوماسية في بغداد أن "الاستفتاء لا يعدو سوى طموح، ولا يمكن أن يتحقق الانفصال في الوقت الحاضر"، معربا عن أمله أن "يبقى العراق واحدا موحدا".
دوليات
العبادي لوفد إيراني: زيارة الصدر للسعودية «عادية»
01-08-2017