الدوحة ترى الأزمة «عميقة» وقرقاش يطالبها بـ «المراجعة»

رأى وزير الدفاع القطري خالد محمد العطية أن أزمة بلاده مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر "عميقة بامتياز"، في حين أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن حل الخلاف يكمن في "المراجعة الصريحة لتراكم أخطاء في حق المنطقة والجار".

وقال العطية، في مقابلة مع فضائية "الجزيرة"، إن تصريحات السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، حول أن الخلاف مع قطر يتعلق بالرؤية المستقبلية للشرق الأوسط يشكل حقيقة ما وصفها بـ"الحملة الموجهة ضد قطر".

واستبعد العطية، تطور الأزمة الخليجية إلى "عمل عسكري"، ونفى تسريب بلاده لمعلومات تتعلق بالقوات البحرينية والإماراتية باليمن للمتمردين الحوثيين، مشيرا إلى أن قوات بلاده التي كانت تشارك ضمن قوات التحالف الذي تقوده الرياض لم تدخل محافظة مأرب.

وحذر العطية مما وصفه بـ"العبث في العقيدة السمحة الوسطية للمنطقة"، مؤكدا أن الأزمة الخليجية لن تحل إلا بالحوار.

واشترط الوزير القطري "رفع الحصار وعدم المساس بالسيادة القطرية" للانخراط في حوار مع الرباعي المقاطع، السعودية ومصر والإمارات والبحرين.

وختم العطية بالقول، إن ما وصفها بـ"الغيمة" ستنقشع، ولكن الجرح سيبقى مفتوحا فترة من الزمن، لأن الأزمة الحالية "تختلف عن الأزمات السابقة".

في موازاة ذلك، بحث وزير خارجية قطر محمد عبدالرحمن تطورات الأزمة هاتفيا مع نظرائه الأميركي ريكس تيلرسون، والبريطاني بوريس جونسون، والفرنسي جان إيف لودريان، كل على حدة أمس .

في المقابل، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن "فشل قطر في تسييس ملف الإيكاو إنذار مبكّر وسيفشل معه التوجه الكارثي لتسييس الحج"، معتبرا أن "الحل يكمن في المراجعة الصريحة لتراكم أخطاء في حق المنطقة والجار".

وأضاف قرقاش في "تغريدة" على "تويتر"، أن "استراتيجية قطر في التعامل مع أزمتها محكوم عليها بالفشل، لأنها لا تعالج جذور الأزمة دعم التطرف والتدخل لتقويض أمن واستقرار دول المنطقة".

من جانب آخر، قدمت قطر شكوى رسمية إلى جهاز تسوية النزاعات التابع لمنظمة التجارة العالمية ضد دول المقاطعة، وتقول الدوحة، إن السعودية والإمارات والبحرين "اخترقت القوانين والاتفاقيات الأساسية في منظمة التجارة العالمية، وخاصة القوانين المتعلقة بتجارة السلع والخدمات، بالإضافة إلى جوانب الملكية الفكرية ذات الصلة بالتجارة".

من جهتها، أكدت الدول المقاطعة لمنظمة التجارة العالمية في وقت سابق أنها ستبرر إجراءات المقاطعة التجارية والاقتصادية لقطر بالحفاظ على "الأمن القومي".

وحال قبول هذا المبرر، سيكون استثناء غير مسبوق ومثير للجدل لقواعد المنظمة. ومن المقرر أن تضع منظمة التجارة العالمية شكوى قطر في جدول أعمالها لمناقشتها الأسبوع المقبل.

في السياق، عقد مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) جلسة استثنائية بحضور وفود ممثلة للدول الأربع المقاطعة في مونتريال بناءً على الشكوى المقدمة من قطر، أمس .

وقدمت وفود كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر ورقة عمل مشتركة تضمنت فتح 9 مسارات جوية إضافية لتخفيف الضغط على المسارات الحالية فوق المياه الدولية.

وذكر مصدر مطلع أن شركة الخطوط الجوية القطرية التي لا يسمح لها باستخدام أجواء الدول الأربع المقاطعة للدوحة، ومن المتوقع أن تسير رحلات عبر ثلاثة ممرات طوارئ جوية فوق المياه الدولية بالخليج في غضون أيام.