في خطوة أظهرت تقارباً تركياً-إيرانياً، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، على هامش الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول اليوم، الأزمة السورية وتعزيز محادثات آستانة.

وأجرى أوغلو وظريف تقييماً للقضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التعاون في القضايا السياسية، وقال أوغلو: "تشاطرنا مع الجانب الإيراني مرة أخرى أفكارنا حول سورية. وسنعمل خلال المرحلة المقبلة على تقييم مثل هذه القضايا في إطار تعاون أوثق".

Ad

وأضاف: "هناك قضايا نتفق فيها، من قبيل وحدة الأراضي السورية. فيما اختلفت وجهات نظرنا حول بعض القضايا الأخرى، دون أن نقطع قنوات الحوار وتبادل الأفكار، خاصة أننا أكّدنا منذ البداية على أهمية الدور البناء لإيران من أجل التوصل إلى حل دائم في سورية".

من جانبه، صرح ظريف، الذي زار البرلمان التركي والتقى أيضاً الرئيس رجب طيب إردوغان: "لدينا أهداف مشتركة مع تركيا في المحاربة المشتركة للإرهاب والتطرف والتفرقة. ولدينا اختلاف في وجهات النظر في بعض القضايا، إلا أن لدينا وجهات نظر مشتركة بشأن وحدة التراب وضرورة التصدي لداعش وجبهة النصرة وسائر الإرهابيين".

إلى ذلك، وغداة تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمسكه بالتعاون مع واشنطن في جنوب سورية، لمصلحة إسرائيل، جدد السفير الإسرائيلي لدى موسكو غاري كورين

ترحيب بلاده بالجهود الروسية في مناطق خفض التصعيد في سورية، مشددا على أن الخطر الرئيسي بالنسبة لإسرائيل كان ومازال إيران وحلفاءها، مضيفا ان مسألة التواجد الايراني في الجنوب لم تحل بعد والشكوك مازالت قائمة.

وقال كورين، في مقابلة مع وكالة "نوفوستي"، إن "الجولان تعتبر وفقا للقانون الإسرائيلي جزءاً ذا سيادة من إسرائيل"، مشدداً على أنه "من السذاجة التفكير بأنه يجب مواصلة مناقشة هذه القضية".

وأشاد السفير الإسرائيلي بفشل المفاوضات بهذا الخصوص، التي جرت بإشراف رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، وكذلك الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، مشيراً إلى أنه "لو أعدنا الجولان لتواجد حزب الله وجنود إيرانيون عند بحيرة طبرية".

في سياق آخر، أكّد السفير السوري لدى روسيا رياض حداد، أنّ اجتماع "آستانة 6" سيعقد في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس، أو قبل نهايته بأيام، وليس منتصف الشهر، موضحاً أنّه "سيضمّ نفس المشاركين، ونفس القوائم".

كالن وماكغورك

في غضون ذلك، ندد الناطق باسم الرئيس التركي إبراهيم كالن بتصريحات ألمح فيها الموفد الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك إلى أن أنقرة أفسحت بطريقة غيرة مباشرة مجالاً لتشكل معقلاً لتنظيم القاعدة، بالقرب من الحدود مع سورية، عبر أنشطة سمحت لفصائل مثل "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً) بالسيطرة على محافظة إدلب.

واستنكر كالن بشدة هذه التصريحات ووصفها بغير المقبولة ولم تأت "بنية حسنة"، معتبراً أن "تلميحاً من هذ القبيل يربط بين تركيا وهذه المنظمة الإرهابية في إدلب غير مقبول".

ومع تصاعد التوتر بين عضوي حلف شمال الأطلسي، اتهمت صحيفة "يني شفق"، في عنوانها الرئيسي اليوم ، مكاغورك بأنه "زعيم الإرهابيين" والمسؤول عن مقتل 46 ألف مدني.

مشكلة إدلب

وفي خطاب ألقاه الخميس في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، قال ماكغورك: "تشكل إدلب مشكلة كبيرة اليوم. فهي معقل للقاعدة قريب جداً من الحدود مع سورية. وهي مسألة سنناقشها حتما مع الأتراك".

واحتجت وزارة الخارجية التركية الأحد على التصريحات "المستفزة" لماكغورك الذي لا تستحبه أنقرة ولا تنظر بعين الرضا إلى علاقاته مع المقاتلين الأكراد في سورية، وطلبت تنحيه في مايو غير أن واشنطن أكدت تأييدها له.

معركة الرقة

وعلى الأرض، حققت قوات سورية الديمقراطية (قسد) تقدماً جديداً في الرقة، مع سيطرتها، بدعم من التحالف الدولي، على حي نزلة شحادة المتاخم لحي هشام بن عبدالملك في جنوب المدينة، بحسب المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية نوري محمود.

ووفق المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن "وجود تنظيم داعش انتهى في الأحياء الجنوبية للرقة، بعد التقاء القوات القادمة من جهة الشرق (هشام بن عبدالملك) مع تلك الآتية من جهة الغرب (نزلة شحادة)"، مؤكداً أنها باتت على تخوم حي الثكنة المكتظ بالسكان.

وأكد المرصد أن المعارك تتركز حالياً جنوب وسط المدينة، على أطراف حي هشام بن عبدالملك، حيث باتت "قسد" "على بعد مئات الأمتار من المقر الرئيسي لداعش في ساحة الساعة، التي دأب على تنفيذ عمليات الإعدام فيها".

كارثة غذائية

وفي وقت سابق، حذرت منظمات إنسانية دولية، أمس ، من شح المواد الغذائية داخل الرقة، مع إغلاق الأسواق التجارية أبوابها، ما دفع السكان الى الاعتماد بشكل كامل على مخزونهم المتضائل، مضيفة أن الخبز لم يعد متوافراً بانتظام، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية، ما أجبر السكان على تناول وجبات محدودة، أو الامتناع عن ذلك بالكامل.

مجزرة دير الزور

على جبهة أخرى، أفادت وكالة الأنباء الحكومية (سانا)، اليوم، بأن التحالف الدولي شنّ غارات أسفرت عن مقتل 60 مدنياً في دير الزور، مشيرة إلى أن المجزرة شهدتها مناطق الكشمة والشويط والدوير والعشارة في ريف المحافظة.