احتفل اللبنانيون، أمس، بعيد الجيش اللبناني الـ72، وسط ظروف دقيقة يمر بها، كان فيها للمؤسّسة العسكرية، دور هام في الدفاع عن الوطن على الحدود وفي الداخل، في مواجهة اعتداءات الخلايا الإرهابية المرابضة على حدوده. وأكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال كلمة في الاحتفال المركزي بعيد الجيش في الكلية الحربية، أمس، أن "لا تراجع أمام الإرهاب بجميع وجوهه وتنظيماته"، مشدّداً على أنّ "الجيش ومؤسساتنا الأمنية على جهوزية دائمة لمواجهته". وأشار عون إلى أنّ "الأخطار التي تتهدد الوطن كثيرة، وعلّمتنا تجربة السبعينيات أنّ الوطن لا يبقى موحداً إذا شُلّ جيشه، فلا تسمحوا لحملات التشكيك بالنيل من معنوياتكم، وكونوا على قدر المسؤولية، ومناقبيتكم العسكرية كفيلة بحمايتكم من الخطأ".
إلى ذلك، غرّد الرئيس الحريري، امس، على صفحته الخاصة على موقع "تويتر" فاعتبر أن "الجيش هو وحده المؤتمن سلامة الأمن الوطني، مشدداً على أن "الدولة وحدها هي الحلّ".في السياق، وجّه وزير الدفاع يعقوب الصرّاف، أمس، كلمة معايدة لمناسبة عيد الجيش إلى المؤسسة العسكرية، وإلى الشعب اللبناني. وأشار الصراف الى وجود هذا الدعم "من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومن الحكومة"، مؤكداً أنّ "الجيش بحاجة إلى دعم عسكري ولوجستي وآليات جديدة، ودعم استخباراتي وغير ذلك"، مطالباً بـ"الضغط على السلطات السياسية لتأمين هذه الاحتياجات". في موازاة ذلك، يواجه الاتفاق بين "حزب الله" وجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) بعض التعقيدات، علما أن الترتيبات اللوجستية والأمنية باتت جاهزة للبدء بعملية إجلاء المسلحين وعائلاتهم من عرسال. وقالت مصادر أمنية، أمس، إنّ "أمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي، وضمن صفقة التفاوض، طلب إطلاق 10 موقوفين سوريين بقضايا إرهابية من السجون اللبنانية"، مضيفة: "وافق القضاء العسكري على إطلاق 4 منهم أُوقفوا منذ عامي 2014 و2015 وبعد ذلك، في قضايا إرهابية فُهِم أنّها ثانوية (ليست تفجيراً أو قتلاً)، إلا أنّ عملية إطلاق الموقوفين لم تتمّ بعد". وكشفت المصادر أنّ "ضغوطاً كبيرة تُمارس من النصرة، وإصراراً كبيراً لإطلاق الموقوفين الستة الآخرين، إلا أنّه حتى الساعة لا تقدم في هذا الموضوع". وتابعت: "التلي أضاف بندا ثانياً يتعلق بالسماح للمطلوبين بمخيم عين الحلوة بالمغادرة إلى سورية، مع القوافل التي ستقلّ مسلحي النصرة وعائلاتهم".وزار المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، امس، بلدة اللبوة، قادما من بلدة عرسال، وعقد لقاء مع فاعليات البلدة، بحضور رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري ونائبه ريما كرمبي ووفد من فاعليات البلدة ومخاتيرها في دارة خالد علي مصطفى رباح. وقال ابراهيم إن "المرحلة الثالثة والادق من المفاوضات بدأت"، مشيراً إلى ان "الوقت الآن للعمل وليس للكلام، وما يتم تداوله لن يؤثر في سير العملية وسيكون لنا كلام في وقته". وأفاد "الإعلام الحربي" ان "عدد الحافلات التي وصلت إلى نقطة التجميع الاخيرة عند اول وادي حميد، بعد حاجز الجيش اللبناني، بلغ 155 حافلة، بعد دخول عدد من الحافلات ليلاً، ويقدر ان يصل عدد الحافلات نحو 200 حافلة، مع استمرار توافدها من فليطة السورية في القلمون الغربي".
الرئيسان يسترجعان ذكريات «العسكرية»
وسط احتفالات بعيد الجيش حملت هذا العام معاني سياسية ووطنية مختلفة، كان لافتاً، صورتان تم نشرهما على صفحتي رئاسة الجمهورية اللبنانية الرسمية على موقع "فيسبوك"، وكذلك على صفحة الرئيس نبيه بري الرسمية. ففي صفحة رئاسة الجمهورية، تم نشر صورة للرئيس بينما كان "التلميذ الضابط ميشال عون يتسلم سيفه من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية اللواء فؤاد شهاب 1958. أما صفحة رئيس مجلس النواب الرسمية عبر "فيسبوك"، فنشرت صورة للرئيس بري في مخيم التدريب العسكري للجيش اللبناني. وتم تداول هاتين الصورتين وإعادة نشرهما بشكل لافت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.