علمت "الجريدة"، من مصادر مطلعة، أن نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح قال، خلال الاجتماع النيابي- الحكومي الذي ترأسه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أمس، إن أعضاء "خلية العبدلي"، موجودون داخل البلاد، مؤكداً أن جميع التحريات والدلائل تشير إلى أنهم لم يغادروا حتى منتصف يوليو الماضي.

وانتهى هذا الاجتماع، الذي حضره 25 نائباً وخمسة وزراء يتقدمهم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، بالاتفاق على تنفيذ رسالة سمو أمير البلاد التي نقلها إليهم الغانم، خصوصاً فيما يتعلق بوقف التصريحات المثيرة للفتنة، والابتعاد عن الخوض في علاقات الكويت الخارجية.

Ad

وعقب الاجتماع المشترك، قال الغانم: "نقلت رسالة من سمو الأمير تتزامن مع الظروف الإقليمية الاستثنائية الدقيقة"، مشيراً إلى أن سموه دعا النواب إلى الابتعاد عن الخوض في علاقات الكويت الخارجية مع دول المنطقة، "لما لها من تأثير مباشر على أمن الكويت والكويتيين داخل البلاد وخارجها".

وأضاف الغانم أن سمو الأمير شدد على ضرورة تحمل النواب مسؤولياتهم في الحفاظ على اللحمة الوطنية، وعدم دفع البلد للانزلاق في أي أمر يفرق المجتمع ويشتته ويدق إسفين الفتنة، لافتاً إلى "النواب أكدوا أنهم لن يصرحوا أي تصريحات من شأنها أن تحدث انزلاقاً أو فتنة أياً كان نوعها".

وأوضح أنهم أجمعوا على نقل رسالة إلى صاحب السمو مفادها: "كلنا خلف القيادة السياسية وسمو الأمير فيما يتخذه من إجراءات، ونعاهده بالحفاظ على الوحدة الوطنية واللحمة، (وأننا عصاه اللي ما تعصاه)، ونسانده في أي أمر".

وذكر أن الاجتماع تطرق إلى موضوع خلية العبدلي، وقضايا أمن الدولة، والأموال العامة وغيرها، إضافة إلى إجراءات وزارة الداخلية بشأن جلب المتهمين والفاسدين والخونة، وتطبيق القانون عليهم، مشيراً إلى أنه تم التأكيد على أن الأحكام القضائية هي عنوان الحقيقة، وأن القانون يجب تطبيقه بحذافيره وفق مسطرة واحدة.

بدوره، قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، إن الاجتماع تناول ثلاثة أمور رئيسية هي الأوضاع الإقليمية، والإجراءات المتخذة فيما يتعلق بـ"خلية العبدلي"، إضافة إلى الإجراءات العامة حول الهاربين من العدالة، مؤكداً أن "الاجتماع كان مثمراً وإيجابياً جداً، فكل الشكر للروح التي لمسناها من كل الحضور".

ومن جانبه، ذكر أمين سر مجلس الأمة النائب عودة الرويعي أن "الاجتماع جاء متزامناً مع ذكرى الغزو الغاشم التي يجب أن نتلمس منها العبر، وأن نبقى متحدين ندافع عن وطننا، وألا نلتفت لمن يريد أن يبث سمومه بين مجتمعنا، ويسعى إلى الفرقة، وأن نقف صفاً واحداً متعاضداً ضد هؤلاء، ولا نسمح لهم بتمرير أجنداتهم".

وأعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب علي الدقباسي عن اطمئنانه لإجراءات الحكومة فيما يتعلق بـ"خلية العبدلي" والأحداث الإقليمية الراهنة، موضحاً أن "الحكومة أطلعتنا على كل الإجراءات الخاصة بالوضع الإقليمي".

وقال النائب ناصر الدوسري، إن الاجتماع ركز على "خلية العبدلي"، وقدم وزير الداخلية شرحاً تفصيلياً لإجراءات الحكومة تجاهها وطمأن الكويتيين بسلامة هذه الإجراءات.

خلاف الوزيرين

شهد الاجتماع نقاشاً بين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح، والنائب عدنان عبدالصمد، بعدما أشار الأخير إلى وجود خلاف بين وزيرين.

وأفادت مصادر نيابية، حضرت الاجتماع، بأن عبدالصمد قال إن «مشكلتنا تكمن في الخلاف الحاصل بين وزيرين بالحكومة»، فرد الجراح: «تقصدني أنا والشيخ محمد الخالد؟».

وعقب عبدالصمد: «نعم الخلاف بينكما»، فرد الجراح: «غير صحيح، وأنا الحين أجلس إلى جانبه».