سافر أطفال الكويت وعوائلهم، الذين امتلأت بهم جنبات مسرح عبدالحسين عبدالرضا في السالمية، عبر أحداث العرض العالمي للاطفال «أليس في بلاد العجائب»، في افتتاح مهرجان الأطفال والناشئة الثقافي في دورته الـ19، إلى عوالم من الخيال التي نسجها مؤلفها لويس كارول عام 1865، عبر الرقصات والموسيقى والألوان والأقمشة والتصاميم من فرقة «ذا انترناشونال تشامبر» الروسية للباليه التي تعد واحدة من أفضل الفرق العالمية التي قدمت عروض هذه الاسطورة.

وخطف أفراد الفرقة الروسية، الذين جاءوا من أفضل أكاديميات الباليه الروسية في موسكو وسان بطرسبورغ، أنظار وقلوب الجماهير الصغيرة رغم ان السرد الروائي كان باللغة الروسية والترجمة بالانكليزية عبر الشاشة الخلفية، بأدائهم البارع لفن الباليه، وتجسيدهم المتقن لمضمون النص، عبر الأداء التعبيري الذي بلوره ورسم صورته المتكاملة أزياؤهم الخلابة وحركاتهم الرشيقة التي كانوا بها أشبه بالفراشات فوق خشبة المسرح.

Ad

ولعبت العوامل المساعدة التي كانت أحد الاعمدة التي ارتكز عليها العرض، والتي منها تقنيات الفيديو التي تعاقبت بواسطتها أحداث المسرحية على مدى ساعة ونصف، لتقدم لاطفال الكويت دورا كبيرا في تقديم تجربة مسرحية ثرية تداخلت فيها أحداث العرض بشاشة عملاقة ساعدت في نسج الرواية التاريخية التي لن تغيب عن اذهانهم لفترات طويلة.

وعبر الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالانابة عبدالكريم الغضبان عن سعادته بالتفاعل والاستمتاع الكبيرين اللذين حظي بهما العرض من قبل الجمهور بمختلف فئاته العمرية، ما يؤكد صدق رهان إدارة هذا المهرجان في تعزيز مضامين التربية والتعليم، من خلال أنشطة الفنون بكل أنواعها والثقافة بجميع أنماطها لهذه الفئة العمرية التي تمثل مستقبل وأمل الكويت في الغد، من خلال استغلال وقت فراغها في وقت العطلة الصيفية.

وأكد الغضبان حرص المجلس الوطني، من خلال أنشطته لمختلف المراحل العمرية، على الانفتاح على ثقافات العالم لتعريفهم بمختلف أنواع الفنون، وابقائهم على اطلاع مستمر على أحدث وأجمل العروض الفنية التي تتم دعوتها من حول العالم.

وقالت رئيسة اللجنة العليا للمهرجان الأمينة العامة المساعدة لقطاع الشؤون المالية والادارية والخدمات في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. تهاني العدواني إن مهرجان الأطفال والناشئة يهتم بتنمية القدرات الابداعية لأبناء مستقبل الكويت الحبيبة.

وشددت العدواني على أن جميع الفعاليات والعروض المقدمة خلال المهرجان، ومنها عرضان مسرحيان هما «صندوق ألعابي» لفرقة تياترو، و«ماما نانا» لفرقة باك ستيج قروب، مجانية ومفتوحة لكل شرائح الجمهور الكريم.

وأشارت الى أن العروض المسرحية فقط ولطبيعة عرضها على مسارح محدودة المقاعد فإنها تحتاج للحجز المسبق عبر موقع الانترنت المعلن على صفحة المجلس على «انستغرام».

وعبرت المشرفة العام على الفرقة الروسية البينا دمستيفواني عن سعادتها للتفاعل الكبير الذي لمسته من اطفال الكويت، ومعايشتهم الاحداث باجلال مدهش رغم اختلاف اللغات، لكن كان الرقص المحور الرئيسي في التعبير كالموسيقى لغة الشمولية البشرية ومن أقدم الفنون وأعرقها، فهو تعبير عن عادات الشعوب وحياتها اليومية.

وأضافت دمستيفواني ان الرقص يُعرف بوصفه لغة الجسد، وهو تعبير إيمائي يقوم على تشكيل جسماني بشري حركي بجميع أعضاء الجسد الإنساني، لكي يعبر بالحركة عن أحاسيس الشخصية الإنسانية التي تؤدي دورها الراقصة، أو الراقص، إزاء الحياة والطبيعة أو المشاعر العاطفية لفرد أو مجموعة.

واشارت الى أن لمؤلف المسرحية عالم الرياضيات والفلسفة المعروف لويس كارول، الذي تخطت شهرة قصته حدود بريطانيا بسرعة خاطفة بعد نشرها، بأكثر من 120 لغة، مكانة خاصة في بلادها لانها البلد الوحيد التي زارها في حياته.