رغم عدم صدور موقف لبناني رسمي إزاء قضية "خلية العبدلي"، أو أي رد على رسالة الكويت الاحتجاجية، التي طالبت فيها بيروت بإجراءاتٍ رادعة لسلوك "حزب الله" وتهديده لأمنها، قالت مصادر في وزارة الخارجية لـ"الجريدة"، أمس، إن "وزارة الخارجية اللبنانية لم تهمل المذكرة الاحتجاجية التي سلمها السفير الكويتي في بيروت عبدالعال القناعي إلى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل"، مضيفة: "الخارجية اللبنانية تتابع الموضوع مع الخارجية الكويتية ومع السفارة الكويتية في بيروت".

ولفتت المصادر إلى أن "باسيل طالب الكويت بمعلومات كافية للتمكن من التحرك بشكل أكبر".

Ad

ورداً على معلومات عن قيام وزير الداخلية نهاد المشنوق بإبلاغ السفير القناعي تقريراً ينفي دخول المحكومين في "خلية العبدلي" إلى لبنان، أكدت مصادر سياسية لـ"الجريدة"، أمس، أن لقاء السفير القناعي، أمس الأول، لم يتطرق إلى أي كلام أمني تفصيلي حول رسالة الكويت، مشيرةً إلى أن "مضمون الرسالة السياسي هو فقط ما تمت مناقشته".

في السياق نفسه، غرّد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، أمس، عبر "تويتر"، قائلاً إن "الكويت أميرا وشعبا وقفوا مع لبنان في السراء والضراء. كنا بغنى عن عملية العبدلي أيا كان فاعلها"

.

صفقة عرسال

إلى ذلك، بعد المماطلة والشروط غير القابلة للتحقّق التي طالب بها أبومالك التّلي من أجل تحصيل مكاسب إضافية لتنفيذ صفقة تسليم ثلاثة أسرى لـ"حزب الله" مقابل تسلّمها موقوفَيْن من سجن رومية وثالثا كان موقوفا لدى الأمن العام اللبناني وقد انهى محكوميته، رضخت جبهة "النصرة" منتصف ليل أمس لشروط المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بتنفيذ المرحلة الثانية من صفقة جرود عرسال.

وبدأت صباح أمس عملية انطلاق الحافلات من الأراضي اللبنانية في جرود عرسال باتجاه فليطا السورية، حاملة معها التلي و7800 نازح من بينهم عناصر من جبهة "النصرة" وعائلاتهم وفق طريق جرود عرسال اللبنانية - فليطا السورية - طريق حمص الدولي - حماه - ريف حلب وصولا إلى إدلب.

وأحرقت "النصرة" مقراتها في مناطق انتشارها في منطقة وادي حميد والملاهي، كما أحرقت المبنى الأركاني الأساسي في مخيم الباطون على طريق الملاهي. وجرت عملية المغادرة تحت إشراف الأمن العام، والجيش اللبناني، والصليب الأحمر الدولي، وهيئات دولية وفقاً لتنفيذ المرحلة الثانية من التفاوض.

ونقل أسرى "حزب الله" فجر أمس في سيارات للصليب الأحمر في اطار صفقة التبادل من جرود عرسال إلى ثكنة اللواء التاسع التابعة الجيش اللبناني في اللبوة بإشراف اللواء ابراهيم، الذي أدار شخصيا عملية المفاوضات من بلدتي عرسال واللبوة في البقاع الشمالي.

وأقدمت "النصرة"، أمس، على إنزال رعد الحمادي الملقب بـ"رعد العموري"، من إحدى الحافلات المغادرة من وادي حميد إلى إدلب، وقتلته أمام النازحين المدنيين.

نصرالله

إلى ذلك، حذّر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله من مخططات التقسيم الخطيرة في المنطقة، معتبراً هذه "المحاولات وتغيير الخريطة الجغرافية في المنطقة والعالم الاسلامي من المؤامرات الخطيرة التي تساعد فقط في تحقيق أهداف الأعداء ومصالحهم".

وأشار خلال استقباله المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أمس، الى "دور الشعب والجيش والمقاومة بلبنان في مكافحة الإرهاب". واعتبر "النجاحات الأخيرة التي تمثلت بتحرير الموصل وحلب وأخيراً عرسال من براثن الإرهابيين انها نتيجة لوحدة الصف الداخلي في هذه الدول"، مؤكداً ضرورة الاهتمام الجاد بالعناصر الثلاثة الوحدة في العالم الإسلامي والمقاومة ضد اعتداءات الكيان الصهيوني والمكافحة الحقيقية ضد الإرهاب".

بري

في السياق، نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقاء "الأربعاء النيابي" أمس، قوله إن "ما حصل في جرود عرسال من انتصار على الإرهاب هو انتصار لبناني شامل لاقى إجماعا لبنانيا، وأثبت أننا قادرون على تحقيق الإنجازات الوطنية ومواجهة التحديات والأخطار المحدقة بالوطن، سواء أكان من العدو الإسرائيلي، أو من الإرهاب التكفيري".

وتطرق بري إلى العديد من الملفات والقضايا الحيوية التي تهم الناس، مشدداً على "وجوب تعزيز الجهود ومعالجة مشاكل الكهرباء والنفايات والمياه وغيرها، وعلى تفعيل عمل الإدارات في هذه المجالات".

ماروني

وتساءل عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب ايلي ماروني، أمس، قائلاً: "بما أن الانتصار على الإرهابيين أُعلن فلماذا يتفاوضون مع الملقّب بأبومالك التلّي وغيره، وتأمين ممر آمن لمن قتل عناصر من الجيش وروّع المواطنين في عرسال؟ والسماح لهم بالمغادرة من لبنان؟"، مضيفاً: "كانوا بحكم الساقطين والمحاصرين لماذا الحاجة للتفاوض معهم؟".

واعتبر أن "الأخبار كانت مضخّمة فقد أعلنوا سقوط مئات القتلة وتبيّن لاحقاً سقوط 15 عنصراً من النصرة فقط".

ظريف

في موازاة ذلك، وبعيد زيارة حسين عبداللهيان لبيروت يوم الاثنين الماضي، أكدت مصادر مقربة من "حزب الله" أن "وزير الخارجية محمد جواد ظريف سيزور بيروت خلال أيام، "تأكيداً على وقوف بلاده إلى جانب لبنان ودعمها لمقاومته"، مؤكدة أن "الظرف لزيارة مماثلة قد يكون الأنسب" بعد ما فعله "حزب الله".

من ناحيته، أكد رئيس مجلس الوزراء ​سعد الحريري​ أننا "لن نقبل أن يكون هناك أي نوع من الإرهاب على أي أرض لبنانية"، مشيراً إلى أن "الدولة قامت بواجبها وحصل التفاوض مع جبهة النصرة، واستطعنا أن نصل إلى هذا الحل". وتابع: "سنكمل معالجة هذا الموضوع فيما يخص تنظيم داعش الإرهابي، لأننا لن نقبل أن يكون هناك أي نوع من الإرهاب على الأراضي اللبنانية".

ولفت بعد استقباله اللواء إبراهيم إلى أن "الجيش سيتمدد في عرسال، وهذا الأمر سيكون لمصلحة أهل عرسال ولبنان كله".