حوّل رسم لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني انتشر مع بداية الأزمة الدبلوماسية بين الإمارة الصغيرة ودول عربية، صاحبه من رسام ومنفذ إعلانات مغمور، إلى نجم في عاصمة الدولة الغنية.

في شوارع الدوحة، في وزاراتها ومؤسساتها الرسمية، على قمصان يرتديها القطريون، ينتشر رسم لأمير قطر مرفقاً بعبارة «تميم المجد».

Ad

وقد حصل هذا الرسم، وبسرعة قياسية، على شهرة واسعة جعلته رمزاً لتصدي قطر لمحاولات عزلها.

ويقول منفذ الرسم أحمد المعاضيد لوكالة فرانس برس «شعوري لا يوصف عندما أرى الرسم في كل مكان وأنا ممتن وسعيد»، مضيفاً «هذا توفيق من الله».

ويتابع «تشرفت برسم سمو الأمير وبأن أصبح الرسم أيقونة تستخدم في هذه الأزمة».

وقطعت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في الخامس من يونيو، واتخذت اجراءات عقابية بحقها بينها إغلاق المجالات البحرية والجوية أمامها والطلب من القطريين مغادرة أراضيها بعد اتهامها بدعم الإرهاب، الأمر الذي تنفيه الدوحة.

وتسعى قطر في إطار التصدي لمحاولة عزلها، إلى الظهور بصورة الدولة القوية التي تستطيع مقاومة جاراتها والتأقلم مع الإجراءات العقابية المتخذة بحقها.

بداية

ومع بداية الأزمة، نشر المعاضيد رسماً جانبياً بالأسود والأبيض لوجه الأمير على حسابيه في تطبيقي تويتر وانستغرام مرفقاً بعبارة «تميم المجد»، وسرعان ما تم تناقله بشكل واسع في الإمارة الصغيرة.

لكن قيام الشيخ جوعان بن حمد، شقيق الأمير، بإعادة نشر الرسم على حسابه على «تويتر» حيث يبلغ عدد متابعيه أكثر من 550 ألفاً، ضاعف شهرة الرسم وحوله إلى رمز للكباش السياسي بين قطر والدول المقاطعة لها.

ويقول المعاضيد، الشاب الذي يعمل منذ العام 2009 في مجال تصميم الإعلانات والرسم، أن عمله حتى بداية الأزمة «كان له صدى بسيط، لكن هذه الصورة جعلتني معروفاً أكثر في قطر وخارج قطر».

وللمرة الأولى، عرضت في نهاية يونيو أعمال للمعاضيد في أحد أروقة متحف قطر ثم في أحد فنادقها الفخمة، وبينها رسوم لأفراد من العائلة الحاكمة وكذلك للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، حليف الدوحة.

إلهام

ويوضح الفنان الشاب أن إلهامه «يأتي من الثقافة التي أنا فيها والاشارات المحببة لي بالإضافة إلى المواضيع التي أدمج بينها مثل الطيور والحيوانات والخيل والجمل بالإضافة إلى شخصيات معينة مثل سمو الأمير».

ويُشير أيضاً إلى أن خطابات الأمير الذي استقبله أخيراً، ألهمته، كونها تناولت «الثبات والتنمية».

وبعيد انتشار الرسم، سعت شركات إلى التعاون مع الفنان لتسويق مشاريعها، وهو حالياً في صدد التعاون مع شركة مجوهرات لتصميم وصنع قلادة خاصة برسم «تميم المجد» مصنوعة من الذهب والألماس.

ووضعت شهرة الرسم صاحبه تحت الأضواء، لكنها زادت أيضاً عليه الضغوط.

ويقول «صار الناس يعرفونني أكثر ويتوقعون مني أموراً أخرى، هذا بالنسبة إلي أمر فيه مسؤولية وإن شاء الله أطرح دائماً المواضيع التي نخدم فيها هذا الوطن، وإن شاء الله نكون عند حسن الظن».