الغزو بين اليوم والبارحة!
بعد 27 سنة نرى المشهد السابق لـ2/8/1990 يعيد نفسه، وبذات أدوات التحريض ونفس روح بث الكراهية وأسلوب الاصطفاف، مع إضافة بُعد التواصل الاجتماعي الذي استُغل مع الأسف الشديد لتغذية هذا النفَس المريض، وسبحان الله أن يتزامن هذه الجو الملبد مع كماشتَي الفساد وتبديد ثرواتنا المالية من ناحية والظروف الإقليمية المضطربة بشكل مخيف من ناحية أخرى، دون أن نستوعب درس الغزو القاسي، والله يستر من القادم!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
هذه الصورة المخزنة تختزل الظروف الداخلية والإقليمية الخطيرة والحساسة التي كنا جميعاً كمواطنين وسلطة سياسية في أتونها، وكانت تقلبنا ذات اليمين وذات الشمال حتى ختمها صدام حسين بجريمة الغزو والاحتلال حيث أفاق الكويتيون من سباتهم عشيتها وأدركوا كم كانوا في أعلى مستويات الغفلة والسذاجة وكم كانت القلوب متحجرة والآفاق المستقبلية عندهم معدومة ولم يقدروا نعمة الأمن والأمان ونعمة وجود وطن يحتوي الجميع مهما اختلفوا وتباينوا في الرأي والموقف ومهما اختلفت انتماءاتهم وجذورهم والفكرية والسياسية.وسبحان الله فقد حدث انقلاب جذري في المواقف وقبلها في النفوس والمشاعر وبقدرة قادر وبين عشية وضحاها لم يتحول الكويتيون إلى كتلة وطنية في تكاتفهم وتعاضدهم وحرص بعضهم على بعض فحسب، بل اختلطت دماؤهم على أرض الكويت المقاومة وحلقت أرواحهم في السماء من أجل نفس الوطن الذي كانوا يزايدون، بعضهم على بعض، في الولاء له والانتماء إليه.بعد 27 سنة من هذا الحدث المزلزل نرى المشهد السابق لـ2/8/1990 يعيد نفسه، وبذات أدوات التحريض ونفس روح بث الكراهية وأسلوب الاصطفاف، مع إضافة بُعد التواصل الاجتماعي الذي استُغل مع الأسف الشديد من أجل تغذية هذا النفَس المريض، وسبحان الله أن يتزامن هذه الجو الملبد مع كماشتي الفساد وتبديد ثرواتنا المالية من ناحية والظروف الإقليمية المضطربة بشكل مخيف من ناحية أخرى، دون أن نستوعب درس الغزو القاسي، والله يستر من القادم!