«بيت القصيد»!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لذلك، فإن هذا الكلام يجب أن يقوله وزير الخارجية الأميركي لإدارة الرئيس دونالد ترامب، ولنفسه، وللجهات الفاعلة في الولايات المتحدة، وأيضاً لمن يؤيدون الولايات المتحدة، فإنهاء الوجود العسكري الإيراني في سورية، الذي ساهمت في استدراجه المواقف الرديئة والمائعة لإدارة باراك أوباما السابقة، يتطلب جدية من الإدارة الحالية، وإنذاراً أميركياً فعلياً مشفوعاً بظهور عسكري أميركي في هذه المنطقة، بأنه على إيران أن ترحل عن هذا البلد العربي، ليس عسكرياً فقط، ولكن سياسياً و"استيطانياً"، خلال فترة محددة يكون الكلام بعدها - إن لم تستجب طهران - للصواريخ والقاصفات الاستراتيجية، وأيضاً للمدافع والدبابات! هناك بيت شعر عربي يقول: "وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً"... فالاستجداء بهذه الطريقة لن يزيد الإيرانيين إلا إمعاناً في مواصلة احتلالهم العسكري لسورية، وإمعاناً في عمليات الاستيطان التي يقومون بها في إطار مخططات التغيير الديموغرافي المتواصلة. والمشكلة هنا، هي أن وجود إيران العسكري في هذا البلد العربي تم برعاية روسية، وتواصل وتجذر بعلم موسكو، ومعرفتها، وبحماية قواعد روسيا العسكرية. إن "بيت القصيد" هو الوجود العسكري الإيراني في سورية. أما بالنسبة لضرورة الحفاظ على الوحدة السورية، التي تحدَّث عنها تيلرسون، فإن ذلك يُشكر عليه هو وإدارته، وهذا ينطبق أيضاً على تأكيده بأنه "لا وجود للأسد في مستقبل سورية".