بدأ الكويتيون السكن والاستقرار في حي المرقاب بالربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، بعد أن ضاقت الأحياء الرئيسة الأقدم في مدينة الكويت (وهي الشرق والوسط والقِبلة) بالسكان، وبعد أن وفدت إلى الكويت عائلات نجدية وإحسائية كثيرة مع بداية القرن العشرين، واختارت المرقاب لتكون مستقراً لها.

كما استقر بالمرقاب أيضاً مجموعة من بدو الكويت، الذين كانوا يعيشون في الصحراء قبل ذلك، وأصبحت المرقاب منذ ذلك الوقت حياً رئيساً من أحياء الكويت.

Ad

يُذكر أن أول مَن سكن المرقاب (وهي تل رفيع خارج السور الثاني) المرحوم محمد الرجيبة، الذي طُلب منه مراقبة القوافل التي ترد إلى الكويت.

وبُني أول مسجد بالمرقاب في عام 1892 في فريج المطران، وهو مسجد العتيقي (المطران) الحالي الواقع في سوق الأقمشة والبطانيات بالمنطقة التجارية التاسعة، ما يعني أن الناس سكنت في هذا المكان قبل ذلك بقليل.

وقد نشرتُ في مقالات سابقة لمحة عن بعض فرجان المرقاب، واليوم نتحدث عن فريج آخر، وهو فريج "الريش"، الذي تأسس مع بداية القرن الماضي.

يحد "فريج الريش" من الغرب شارع المقوع، أو الشارع المؤدي إلى بوابة الشامية، ومن الشرق حفرة "فريج" (نسبة إلى فريج علي الفريج) ومسجد الوزان، ومن الشمال فريج ابن حمود الشايع، ومن الجنوب ما يسمى بـ"رمادان"، وهو موقع يستخرج منه الجص والرماد للاستخدام في بناء المباني.

ويُنسب فريج الريش إلى حمد الريش، رحمه الله، الذي قدم إلى الكويت من نجد قبل أكثر من مئة عام، واستقر في المرقاب، وأسس حملة للحج على الجمال، تحوَّلت بعد عدة سنوات إلى حملة للحج بالسيارات. كما كان له قلبان ماء في الشامية اشتراها من سليمان الرندي، وله ديوان عامر ومفتوح طول اليوم في المرقاب على حياته.

ويوجد مسجد واحد في هذا الفريج، وهو مسجد الفليج، الذي أسسه المرحوم فليج العلي عام 1923 من ثلث المرحوم عبدالعزيز الفليج. وقد هُدم هذا المسجد، وأقيم على أرضه والمنطقة التي حوله مجمع الوزارات الحالي.

من سكان فريج الريش أسرة شايع العصيمي، وسالم المالك الصباح، وعلي المالك الصباح وأبناؤه، وبوجروة، والسهلي، والحبيجان، والمعتوق، ومحمد الدفان، والحمدة، وعبدالله الحبيتر، والمرشد، والعويشير، والدبوس، والسريع، والرجعان، والخليفي، والخليفة، والخريف، وعبدالله المنصور، وعبدالله الشايجي، وصالح المزيني، وخلف الشمري، والقوسي، والدعيج، والقعود، والحوال، وعبدالعزيز الريس، ومحمد الحدب، وغيرهم.

وتوجد "حفرة الريش"، التي يطل عليها بيت الريش. وفي هذا الفريج يوجد بيت سلمى بنت موسى المحميد، التي عرفت بخبرتها الكبيرة في العلاج الشعبي والإشراف على ولادة النساء.

ومن معالم فريج الريش "براحة الوزان"، وفيها دكان القريني، ودكان الرخيص، ودكان راشد المنيع، ودكان سليمان العويد، ودكان ثامر، ودكان محمد العصيمي عند ديوان الريش.

كما توجد براحة بوسعد الريش، ويطل عليها بيت سالم المالك الصباح. ولا أشك أن هناك معلومات وأسماء لم أذكرها في هذا المقال الصغير، لكن هذا ما استطعت جمعه، وأرحب بأي معلومات أخرى إضافية من القراء.