واشنطن باقية في «التنف»... ودمشق تبدأ عملية بمحيطها
● النظام يقصف بحمص وروسيا تواجه «النصرة» بالغوطة
● تنسيق تركي- إيراني والجبير لتفعيل «الهيئة»
قبل انطلاق الجولة السادسة من محادثات أستانة بمباحثات تركية- إيرانية وتحركات سعودية لإعادة تفعيل الهيئة العليا للمفاوضات، أكدت واشنطن أن التنف بالبادية السورية لا تزال منطقة عمليات للتحالف الدولي، نافية وجود أي نية لتركها للروس أو لنظام الرئيس بشار الأسد، الذي أطلق عملية جديدة على المثلث الحدودي مع العراق والأردن.
عاد مثلث الجنوب السوري إلى الواجهة مجدداً مع تأكيد واشنطن على استمرار عمليات تدريب فصائل المعارضة المعتدلة فيها، مشيرة إلى أن المنطقة الاستراتيجية الممتدة في البادية لا تزال مهمة لقوات التحالف بتدريب مجموعات المعارضة السورية.ونفى ممثل لقوات التحالف أنباء أوردتها صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية وجود أي نية لتركها المنطقة للروس أو لنظام الرئيس بشار الأسد، وأيضاً قيام العشرات من جماعة «جيش مغاوير الثورة» المدرب أميركياً بتسليم أنفسهم يوم الأربعاء، إثر قرار القيادة العسكرية الأميركية وقف دعمها لفصائل المعارضة في جنوب سورية وإنهاء وجودها في منطقة التنف.في هذه الأثناء، أطلقت قوات النظام عملية جديدة تهدف للسيطرة على كامل الحدود مع الأردن المحاذية للبادية السورية. وأفاد موقع «النشرة» بأن وحدات النظام والقوات الرديفة تقدمت باتجاه التلال الحاكمة والمسيطرة على الضبيعية ووادي الصوت لتصبح على مسافة 5 كم باتجاه تحرير كامل المنطقة من المجموعات المسلحة المدعومة أميركياً.
هدنة حمص
وفي حمص، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشبكة «شام» أمس، أن قوات النظام خرقت الهدنة التي بدأ سريانها ظهر الخميس في الريف الشمالي باستهدافها بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة مناطق أم شرشوح وتيرمعلة والفرحانية وغرناطة وأماكن في منطقة الطيبة وبلدة تير معلة.وبعد ساعات من بدء الهدنة، قال المرصد، إن الأطراف المتحاربة تبادلت إطلاق النار والصواريخ شمالي مدينة حمص، مشيراً إلى إطلاق مكثف للصواريخ شرقي العاصمة دمشق أيضاً.وبينما أعربت عن استيائها لعدم إدانة الأمم المتحدة قصف سفارتها في دمشق، أعلنت روسيا، عقب نشرها قوات من الشرطة العسكرية في الجزء الجنوبي من الغوطة الشرقية، إحدى مناطق خفض التصعيد، عن استعدادها لمواجهة مقاتلي جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً).وقال مسؤول عسكري روسي إن هذه القوات مستعدة بشكل كامل لصد أي هجوم تشنه «النصرة» في منطقة الغوطة، محذراً من إمكانية استهدافها نقاط التفتيش.وفي حلب، أفاد المرصد عن مقتل عنصرين اليوم بانفجار في ريف المهندسين استهدف مقر «هيئة تحرير الشام»، التي تقودها «فتح الشام» وتسيطر الجبهة على 70 في المئة من محافظة إدلب إلى جانب بعض المناطق في ريف حلب الغربي.تجنيد إجباري
في هذه الأثناء، أصدر «داعش» أمس قراراً بفرض التجنيد الإجباري على شبان دير الزور، على ضوء مواصلة قوات النظام وميليشيات إيران زحفها باتجاه المحافظة عبر ثلاثة محاور مختلفة.وحذّر التنظيم الفئة العمرية من 20 إلى 30 سنة، من خطورة عدم مجيئهم إلى مكاتب الانتساب في غضون أسبوع، موضحاً أنه سيقوم بتعزيرهم، وأخذهم إلى جبهات القتال عنوة.إلى ذلك، أعلنت قوة المهام المشتركة بالتحالف أمس عن تصفيتها لعدد من القادة والمقاتلين الأجانب المسؤولين عن العمليات الخارجية وصنع القنابل الموجهة إلى أهداف إقليمية وغربية بصفوف «داعش» خلال الأشهر الثلاثة الماضية في البوكمال والميادين، موضحة أن بينهمأحد مخططي الهجوم الذي تم إحباطه على مباراة في كرة القدم للمنتخب الإسرائيلي العام الماضي في ألبانيا المدعو لافدريم مهاجري وهو ألباني من كوسوفو نصّب نفسه زعيماً على مقاتلي التنظيم الكوسوفيين».واتهمت السلطات الألبانية أربعة أشخاص بالتخطيط لمهاجمة مباراة كرة قدم بين ألبانيا وإسرائيل ضمن تصفيات كأس العالم في نوفمبر الماضي.وكان من المقرر أن تجري المباراة في بلدة شكودرا في شمال ألبانيا، لكنها نقلت إلى مدينة الباسان على بعد نحو 45 كلم عن العاصمة تيرانا وأقيمت تحت حراسة أمنية مشددة.تنسيق ودعم
سياسياً، بحثت تركيا وإيران للمرة الثاني خلال 3 أيام تطورات الملف السوري وتنسيق المواقف، قبل انطلاق الجولة السادسة من محادثات أستانة المرتقبة منتصف الشهر الجاري.وأجرى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أنصاري والقائم بأعمال وزارة الخارجية التركية أميد يالتشين في العاصمة أنقرة مباحثات تناولت التنسيق اللازم لتحقيق نجاحات أكبر في أستانة.وفي الرياض، بحث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب وأعضاء الهيئة والوفد المفاوض أمس آخر المستجدات ونتائج اجتماعات جنيف، مؤكداً موقف السعودية الداعم والمؤيد للشعب السوري، واستعدادها لتقديم كل ما من شأنه تسهيل مهام الهيئة للقيام بدورها على الوجه المطلوب والعمل على إعادة تفعيل دورها وتوسيع نطاقها لتوحيد الجهود وجمع الصف ووحدة الكلمة.
«داعش» يخسر «كوادر خارجية» ويجنّد شبان دير الزور