وسط احتجاجات المعارضة، افتتح الرئيس الفنزويلي الاشتراكي الشعبوي نيكولاس مادورو، اليوم، الجمعية التأسيسية، وهي هيئة جديدة موالية له، من المفترض أن تتولى حكم البلاد وكتابة دستور جديد يمنح الرئيس صلاحيات واسعة، ويثبت سيطرة التيار التشافي (نسبة إلى الرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي حكم بين 1999 و2013)، الذي يدير البلاد تحت عنوان «الثورة ومناهضة الامبريالية». وتمثل الجمعية التأسيسية مرحلة جديدة في الحكم في فنزويلا، وتتمتع بصلاحيات غير محدودة بينها حل البرلمان أو تغيير القوانين، ولا تخضع لأي سلطة. ولم يحدد تاريخ انتهاء فترة عمل هذه الجمعية التي قال مادورو إنها ستعمل لسنوات.
وبحسب مؤسسة الإحصاءات «داتاناليسيس»، يرفض 72 في المئة من الفنزويليين الجمعية التأسيسية، ويرفض 80 في المئة من الفنزويليين حكم مادورو، غير أن الرئيس يحظى بتأييد الجيش والسلطتين القضائية والانتخابية.ورغم الجدل حول شرعيتها داخل البلاد ورفض المجتمع الدولي الاعتراف بها، التأمت الجمعية التأسيسية في قاعة في القصر التشريعي في كراكاس، حيث مقر المجلس التشريعي الذي تسيطر عليه المعارضة. وانعقدت الجلسة الافتتاحية للهيئة التي تضم 545 عضوا بينهم زوجة مادورو وابنه، في اجواء من التوتر الشديد بسبب بقاء المعارضة داخل قاعة البرلمان بينما حاول معسكر مادورو اعادة صور تشافيز التي نزعتها المعارضة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية في نهاية 2015.
تزوير
وتم انتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية نهاية الأسبوع الماضي، في عملية شابتها أعمال عنف واتهامات بالتزوير. وذكرت شركة «سمارت ماتيك»، التي تتخذ من بريطانيا مقرا، والمكلفة بتقنيات الاقتراع الذي جرى الاحد الماضي، إنه تم التلاعب بالأرقام الرسمية للمشاركة، وتم تضخيمها بنحو مليون صوت على الاقل. وتؤيد الشركة بذلك مزاعم المعارضة عن عمليات تزوير.ورغم رفض مادورو لتلك المزاعم بوصفها مخطط «من العدو العالمي»، فقد أعطى ذلك المدعية العامة لويزا اورتيغا المعارضة لمادورو سببا لفتح تحقيق. وقالت إن المدعين رفعوا قضايا لدى المحكمة سعيا لإلغاء الجمعية التأسيسية، رغم أن قليلين في فنزويلا يعتقدون أن بالإمكان تحقيق ذلك، اذ تقف المحكمة العليا باستمرار إلى جانب الرئيس في منع مناورات تشريعية أو قضائية ضد الحكومة.رفض دولي
وعبرت 40 دولة عن رفضها الهيئة الجديدة. وبعد فرض عقوبات أميركية ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب له بالدكتاتور، قال مادورو بتحد إنه سيقف بوجه «الامبراطورية الأميركية الامبريالية»، كما هاجم الرئيس الفنزويلي المكسيك وتشيلي والبيرو واتهمها بالتبعية لواشنطن، لإعلانها انها لن تعترف بالهيئة الجديدة.ومع إدانة الاتحاد الاوروبي ودول أخرى الجمعية التأسيسية، يواجه مادورو جبهة واسعة، رغم حصوله على تأييد من روسيا الدائنة لفنزويلا بالمليارات، إضافة إلى دعم كوبا الواقعة تحت الحكم الشيوعي وبوليفيا ونيكاراغوا.الوضع المالي
وانعكست حالة عدم الاستقرار والتوتر على عملة البوليفار الضعيف أصلا والذي تدهورت قيمته. وفقد البوليفار الخميس أكثر من 17 في المئة من قيمته مقابل الدولار، ما زاد من ندرة المواد الغذائية والادوية المستوردة.ومنذ 2003 تفرض الحكومة التي تواجه تضخما هائلا قدره صندوق النقد الدولي بـ720 في المئة لعام 2017، مراقبة صارمة على الأسعار تؤثر على عائدات الشركات المحلية التي تتهم السلطات بالتسبب في نقص المواد الأساسية.