الصدر يصعِّد ضد «حلفاء إيران»... وأنصاره في الشارع

●العبادي والجبوري يعتذران عن عدم المشاركة في تحليف روحاني
● البارزاني: بغداد دفعتنا إلى الاستفتاء

نشر في 05-08-2017
آخر تحديث 05-08-2017 | 00:06
لبى عشرات آلاف الصدريين دعوة زعيمهم مقتدى الصدر إلى التظاهر، وذلك بعد أيام من إجرائه زيارة نادرة ومفاجئة للسعودية لاقت اعتراضات من قوى شيعية. وتأتي التظاهرات عشية جلسة للبرلمان ستتطرق إلى قانون الاقتراع في الانتخابات المقررة العام المقبل الذي يطالب الصدر بإصلاحه.
شارك عشرات آلاف العراقيين المناصرين للتيار الصدري، في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، بكثافة أمس، في تظاهرات حاشدة، دعا إليها زعيم التيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، «ضد الفساد ولإقرار قانون انتخابي جديد»، إلا أنها تأتي في توقيت سياسي لافت بعد أيام قليلة من عودة الصدر من زيارة مفاجئة ونادرة إلى السعودية.

وتأتي التظاهرات عشية انعقاد البرلمان العراقي لبحث قانون الانتخابات المقررة في أبريل 2018، لمناقشة قانون الاقتراع.

ويطالب الصدر منذ سنوات بإصلاح قانون الانتخاب، ومراجعة آلية تشكيل اللجنة العليا للانتخابات.

وألقى الصدر كلمة مهمة، صعد فيها اللهجة بطريقة ملحوظة ضد نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، الذي يسعى إلى الفوز بالانتخابات وتشكيل حكومة أغلبية. واعتبر الصدر أن قانون انتخابات المحافظات بشكله الحالي هو "إرهاب ممنهج ضد الشعب"، داعيا إلى تعديله، وإلى دور رقابي للأمم المتحدة في الانتخابات.

وفي شأن آخر، دعا الصدر الى "حصر السلاح بيد الدولة والحكومة ودمج العناصر المنضبطة من فصائل الحشد الشعبي بالقوات المسلحة، وتطبيق قانون الحشد، وجمع السلاح من الميليشيات بطريقة أبوية"، وحث على عودة النازحين السُّنة الى مناطقهم المحررة من تنظيم "داعش". وفي ختام كلمته، ألمح الصدر إلى التهديدات بقتله بعد زيارته الاخيرة للسعودية، قائلا ان الزيارة أغضبت الكثيرين، وداعيا أنصاره الى الدعاء له "إذا لم تكتب له الحياة".

وتعرض الصدر، وهو وريث عائلة دينية وسياسية مرموقة في العراق يعود تاريخها إلى مئات السنوات، إلى انتقادات من قوى شيعية مقربة من إيران بسبب زيارته إلى مدينة جدة السعودية، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يتولى الحكم في المملكة بالنيابة عن والده الملك سلمان الموجود في المغرب بإجازة سنوية صيفية. وأمس الأول، تلقى الصدر تهديداً ضمنياً بالقتل من رجل الدين الشيعي المتشدد واثق البطاط، الذي يقدم نفسه بأنه الأمين العام لـ»كتائب حزب الله في العراق» وقائد «جيش المختار».

وأمس، أطلقت جماعة «عصائب أهل الحق» الشيعية المتشددة المسلحة، المنضوية في «الحشد الشعبي» والتي انشقت في الأساس عن التيار الصدري ويقودها رجل الدين الشيعي قيس الخزعلي، انتقادات ضمنية لزيارة الصدر إلى السعودية، التي اعتبرها رئيس الحكومة حيدر العبادي عادية قبل أيام خلال استقبال وفد إيراني إعلامي.

وكتبت «العصائب» على حسابها في تويتر: «من توضأ بماء السعودية سيجد نفسه مضطراً أن يفرد سجادته باتجاه البيت الأبيض».

وكان العبادي زار السعودية الشهر الماضي، وأبرم اتفاقات أمنية واقتصادية مع المملكة، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية المقررة في أبريل 2018، ووسط حديث عن محاولات إيران إدخال وجوه شيعية جديدة من قادة فصائل الحشد الشعبي إلى الحياة السياسية على حساب الشخصيات التقليدية مثل الصدر وعمار الحكيم، الذي أعلن قبل أيام انشقاقه عن المجلس الإسلامي الأعلى الذي أسسه والده ليؤسس «تيار الحكمة».

العبادي والجبوري

إلى ذلك، قدم كل من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أمس، اعتذارهما عن عدم تلبية الدعوة لحضور مراسم تحليف الرئيس الإيراني حسن روحاني في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) بطهران، وعزيا ذلك لارتباطهما بأمور مهمة وملحة. في المقابل، توجه الرئيس العراقي فؤاد معصوم الى ايران لتمثيل العراق في المراسم.

البارزاني

في سياق آخر، رد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أمس الأول، على رسالة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط.

وقال البارزاني في رسالته، إن «الدولة العراقية تشكلت على أساس التعايش والشراكة الحقيقية واحترام حقوق المكونات والقوميات»، معرباً عن أسفه من «أن حصتنا من تلك الشراكة تدمير 4500 قرية كردية وضرب حلبجة والمناطق الأخرى بالأسلحة الكيمياوية وعمليات الأنفال والمقابر الجماعية في جنوب العراق».

وأضاف البارزاني، أنه «بعد مشاركة الأكراد في إعادة تأسيس الجيش العراقي وكتابة الدستور عام 2005 والتصويت عليه، للأسف تم خرق بنود الدستور المتعلقة بإقليم كردستان»، لافتاً إلى أنه «تم التضييق على حقوق الإقليم كعدم تنفيذ المادة 140 وتهميش وتقليص دور الكرد في المؤسسات العسكرية وخرق الاتفاقيات السياسية مع الإقليم والوقوف بالضد من قوات البيشمركة وقطع موازنة الإقليم البالغة 17 في المئة من الموازنة الاتحادية منذ عام 2014 من دون حق دستوري». وخاطب البارزاني أبوالغيط بالقول «من الضروري أن توجه العتاب إلى أصدقائنا في العراق وليس لنا»، مشيراً إلى أنهم «تسببوا بدفعنا لاتخاذ قرار استفتاء الاستقلال».

وأكد أن «البقاء على هذا الوضع والإطار الحالي للعلاقات بين كردستان والعراق سيسبب خطراً كبيراً وسيؤدي إلى صراع لا ترغبه شعوبنا في كردستان والعراق».

واختتم البارزاني رسالته قائلاً: «إيماناً منا بالتعايش السلمي واتباع أساليب حضارية لتقرير المصير، سنواصل نهجنا»، لافتاً إلى أن «الحوار مع إخواننا في بغداد هو خيارنا الوحيد».

زيباري

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري، أن «إقليم كردستان العراق ماض في قراره بإجراء الاستفتاء على مصيره في موعده المحدد رغم معارضة دول الجوار خصوصاً إيران وتركيا».

وحول مواقف الدول من عملية الاستفتاء قال زيباري، إن «الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال ترى بأن الوقت غير ملائم لإجراء الاستفتاء بسبب الحرب على داعش» مؤكداً أن «الاستفتاء لن يمنع الأكراد من محاربة داعش، إذ سيساهم بإرساء الاستقرار في المنطقة عكس ما يتوقعه البعض». وأضاف أنه «إذا طالبت مجالس المحافظات في كركوك أو في أي منطقة من المناطق المتنازع عليها بإجراء الاستفتاء في مدنها فإن ذلك سيتم بالتأكيد وسنحترم رأي هذه المجالس»، موضحاً، أن الحكومات العراقية المتعاقبة على الحكم لم تلتزم بالدستور العراقي وأجبرت الأكراد على اتخاذ مثل هذا القرار.

وأكد زيباري وهو قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود البارزاني أن هناك «تعايشاً سلمياً بين جميع الأديان والطوائف والقوميات في كردستان والتي تؤيد إجراء الاستفتاء»، لافتاً إلى أن من المقرر وحسب قرارات المجلس أعلى للاستفتاء قيام وفد يضم ممثلي جميع الأحزاب السياسية بزيارة بغداد لبحث العلاقة بين الإقليم وبغداد وعملية الاستفتاء مع القيادة العراقية في غضون أيام.

back to top