خيارات عديدة طرحتها المؤسسة العامة للرعاية السكنية خلال الآونة الأخيرة ووضعتها في ملعب المواطن للحصول على بيت العمر بمواقع استراتيجية وقريبة جداً من المدينة الحضرية، إلا أن أعدادا كبيرة منهم يفضلون الانتظار بدلاً من الحصول على سكن بالمشاريع القائمة، آملين خروج مشروع أكثر قرباً وحيوية، وهو أمر غير وارد حالياً.فعلى الرغم من استياء المواطن من طول الانتظار للحصول على منزله من الحكومة فإن هناك مشاريع حيوية امام المواطنين لم يتم اكتمال نصاب التخصيص عليها حتى الآن، بعضها في العاصمة وبعضها الآخر قريب جداً منها، فضلا عن رفع اولوية التخصيص على سنوات قريبة جداً من زواجهم!
وكشف مشروع مدينة جنوب المطلاع الاسكاني الذي يوفر اكثر من 28 ألف قسيمة سكنية بمساحة 400 متر2 لكل منها، عدم جدية اعداد كبيرة من المواطنين في الحصول على الرعاية السكنية واستمرار تجاهلهم للتخصيص على المشروع على الرغم من توقيع «السكنية» معظم عقوده التنفيذية والمتوقع توزيع أذونات بنائها بعد عام ونصف العام، مما يكشف أن هذا الرفض غير مبرر من المواطنين، لأن المدة الزمنية للوصول من العاصمة الى مدينة المطلاع تترواح بين 30 و35 دقيقة، الامر الذي يبرهن على قرب المشروع مقارنة بمدينة صباح الأحمد التي تبعد اكثر من ساعة زمنية عن مدينة الكويت.
حديثو الزواج
والحديث عن ورود أولوية التخصيص على «المطلاع» حتى 31 ديسمبر 2013 وما قبل، أي السماح للمواطنين المتزوجين قبل 4 سنوات فقط مما يعني ان الفرصة وصلت إلى حديثي الزواج من الشباب عن اصحاب الطلبات القدامى، وهو ما يعني امكانية حصولهم على قسائم المشروع بفترة انتظار غير مسبوقة في تاريخ المؤسسة، والتي لم تحدث حتى في جميع دول الخليج، باستثناء قطر التي لا يوجد فيها طابور انتظار للسكن أصلاً، في حين يستمر الانتظار في مملكة البحرين إلى أكثر من 18 عاماً.شمال الصليبيخات
أما شقق شمال غرب الصليبيخات، فهي اعجوبة أخرى، ففي الوقت الذي يسكن المواطن في شقة لحين حصوله على منزل، يرفض التخصيص على شقة لتصبح ملكه الخاص بعد تجهيز شقق بمساحة منزل وبعدد كبير من المرافق وغرف المعيشة ومطلة على البحر، وتقع في العاصمة، إلا انه مازال يرغب في الانتظار ويفضل تجاهل تخصيصها على الرغم من ورود اولوية التخصيص على الشقق حتى 31 ديسمبر 2011، مما يعني ان المواطن الذي تزوج قبل 6 سنوات يستطيع الحصول الآن على مفتاح شقة جاهزة للسكن بعيداً عن عناء استمرار الانتظار ودفع ايجارات شهرية لملاك العقار وسط ارتفاعها بمتوسط شهري يصل الى نحو 400 دينار.رغبة الانتظار
أما رغبة البعض في انتظار المشاريع المستقبلية فهو خيار غير موفق، لأن كل المشاريع الحالية التي هي في عهدة «السكنية» أبعد من المتوافرة حالياً، فجنوب مدينة صباح الاحمد أبعد من مدينة صباح الاحمد ذاتها، ومشروع جنوب سعد العبدالله الذي ينفذه الكوريون لن يكون جاهزا للسكن إلا بعد 5 أو 6 سنوات، كما افاد رئيس الاسكان الكورية في لقاء سابق وحصري مع «الجريدة»، لذا فهو انتظار فوق الانتظار، فضلا عن عدم بلورة آلية تسلمها من المطور العقاري بعد، الأمر الذي قد يرهق المواطن مادياً ومستقبلاً بتفاصيل لم يتوقعها.ولعل الحديث عن الطلبات الاسكانية القديمة أمر مهم، ففي طرح مشروعي خيطان الجنوبي وجنوب عبدالله المبارك إزاحة لتلك الطلبات القديمة وفرصة لن تعوض امام أصحاب هذه الطلبات بعد «تحمير عين السكنية» مؤخراً بإيقاف بدل الايجار عن هؤلاء تارة وامكانية حصولهم على موقع مميز يلبي رغبة انتظارهم لأكثر من 19 عاماً رغم ورود اولوية التخصيص على معظم المشاريع الاسكانية الحيوية خلال السنوات الماضية.أولوية التخصيص
تشير إحصائيات «السكنية» إلى أن أولوية التخصيص على مشروع خيطان الجنوبي حتى 31 ديسمبر 1998 وما قبل، وعلى مشروع جنوب عبدالله المبارك حتى 30 يونيو 1999 وما قبل، وعلى شقق شمال غرب الصليبيخات حتى 31 ديسمبر 2011 وما قبل، في حين أوضحت أن الأولوية على مشروع المؤسسة الضخم في مدينة جنوب المطلاع حتى 31 ديسمبر 2013 وما قبل.