أعلنت إدارة مهرجان البندقية السينمائي الأفلام المشاركة في دورته الـ74 ومن ضمنها الفيلم المصري «البحث عن أم كلثوم» للنجمة ياسمين رئيس والمخرجة الأميركية من أصل إيراني شيرين نشأت.

وتتناول قصة الفيلم شخصية كوكب الشرق أم كلثوم بوصفها امرأة تمكنت من تحطيم واختراق كل الحواجز الاجتماعية والسياسية في مجتمعها الشرقي.

Ad

ويحاول الفيلم تقديم سيرة أم كلثوم بشكل مختلف عن الأعمال الفنية السابقة، وتدور أحداثه حول فنانة ومخرجة تعيش في المنفى، تبدأ تصوير حياة وفن أم كلثوم، وتتبع خطوات رحلتها الصعبة، مستعرضة في الوقت ذاته نضال أم كلثوم وتضحياتها، وكيف تمكنت بجرأتها من كسر الحواجز الاجتماعية للوصول إلى القمة.

وقدمت الفنانة مروة ناجي أغنيات الفيلم برفقة أهم العازفين والموسيقيين في مصر والعالم العربي، إذ يضم الفيلم أهم أربع أغنيات لأم كلثوم اختيرت من فترات مختلفة في تاريخها الفني، ولضمان جودتها، فقد أُعيد تسجيلها مرة أخرى.

وتولى الموسيقار التونسي أمين بوحافة تأليف الموسيقى التصويرية للفيلم بالتعاون مع مهندس الصوت محمد صقر.

وتؤدي الفنانة ياسمين دور البطولة وتعود من خلال الفيلم إلى أضواء المهرجانات والمحافل الفنية الدولية بعد أن نالت أكثر من جائزة عن فيلم «فتاة المصنع»، فحصلت على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، وجائزة التمثيل نساء من المهرجان القومي الثامن عشر للسينما المصرية، وجائزة ممثلة الدور الأول في الدورة الـ41 من مهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية، وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان طريق الحرير السينمائي في دبلن بأيرلندا.

وتعرض المخرجة العالمية شيرين نشأت التي سبق لها الفوز بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البدقية عام 2009 عن فيلم «نساء بلا رجال، خلال الفيلم لمحات من التاريخ المصري وتقلباته، بدءاً من 1920 حتى 1975 وهي الفترة التي عاشتها أم كلثوم.

وقالت المخرجة في تصريح لها إن فيلم «البحث عن أم كلثوم» لن يكون سيرة ذاتية فقط، بل هو محاولة لقراءة التاريخ المصري من خلال شخصية أم كلثوم نفسها.

وأضافت: «أحداث الفيلم تمتد من 1920 حتى 1975، وهي الفترة التي عاشتها كوكب الشرق، وهي فترة حدث فيها الكثير من التقلبات السياسية والاجتماعية الهامة، ولذلك أرى أن الفيلم هو إعادة نظر في تفاصيل التاريخ المصري وما شهده من تطورات، لكنْ بأسلوب فني لا وثائقي».

وعبرت شيرين عن إعجابها بأم كلثوم التي تعتبرها من الشخصيات النسائية الملهمة في التاريخ الحديث.

وقالت: «وجدت في قصتها أهمية خاصة يمكن عبرها أن نقدم للعالم الغربي صورة مغايرة عن المرأة العربية، التي استطاعت التربع على سدة الشهرة، من دون تجاوز خطوط المجتمع الحمراء، لاسيما أن أم كلثوم ظلت محافظة على إشراقة صورتها في المجتمع حتى بعد رحيلها، وهو ما لا نجده في العالم الغربي، فمعظم اللاتي وصلن إلى الشهرة كانت نهاياتهن مأساوية، مثل بيلي هوليداي واديث بياف وغيرهما، في حين أن أم كلثوم عملت باجتهاد والتزمت النجاح حتى يوم رحيلها، وخرجت لها ثاني أكبر جنازة في مصر بعد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأعتقد أنه من الصعب تذكر أي فنان حقق مثل هذا الاعتراف على المستوى الشعبي العربي والغربي في آن».