في كل ذكرى سنوية للغزو الغاشم، يتكرر في بالي سؤال افتراضي لا أجد إجابة صادقة أو مقنعة عنه، فتصيبني الرهبة، وأتمنى فعلاً كلما تذكرته ألا أواجهه؛ ماذا لو قابلنا مجموعة من الشهداء يوم الحساب، الذي لن ينفعنا فيه مال ولا بنون، وينكشف فيه كل سر وخبيئة، ولا تسعفنا فيه المداورة والمخاتلة والإجابات الدبلوماسية، وسألونا: كيف صارت الكويت التي ضحينا بأرواحنا فداها، من بعدنا؟! لا أجد إجابة نموذجية تخلو من الخداع والمراوغة، في ساعة يستحيل فيها الكذب والتطبيل، هل أقول لهم إن الوطن الذي كان يَعدِل الحياة بالنسبة لكم كان يراه آخرون مجرد "تجوري" أو بئر نفطية؟!
أم هل أقول لهم إننا اكتشفنا أنه في الوقت الذي كنتم تخاطرون فيه بأرواحكم، وتضعون الخطط لمقاومة العدو ودحره، كان بعض بني وطنكم يخططون للاستيلاء على أموال ومقدرات واحتياطيات بلادهم، وقد نجحوا في مخططهم ولم يحاسبهم أحد؟! أم أقول لهم إن هناك من سرق جميع بطولاتكم وتضحياتكم، ونسبها لنفسه أو لجماعته، بلا خجل أو حياء أو احترام لعقول المعاصرين؟! وهل من المناسب أن أقول لهم إنه لم يسمَّ شارع واحد من الشوارع بأسمائهم، وتم الاكتفاء بتسميتها على بعض اللصوص والمتنفعين والفداوية من أصحاب المشاريع المتعثرة، والدواوين المزدحمة، والأدوار المشبوهة؟! أم أقول لهم، باختصار، إن من لم يقدم أو يفعل شيئاً حين احتاج إليه الوطن، صار يتحكم في مصير وتاريخ من ضحى بكل شيء لأجل هذا الوطن؟! ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتجاوز عنا، ويرحمنا برحمته، وألا يضعنا في مثل هذا الموقف المربك، في يوم لا تنقصنا فيها الأسئلة المحرجة..
أخر كلام
تنكشف أسرار روحي...
05-08-2017