نية سلام للأقصى
ليس أفضل من مجرد الدعاء للأقصى إلا أن نرسل إليه وإلى أهله أدعية محملة بالنوايا السلامية لكل العالم، فَلَو عشنا بهذه النية التي لها بالغ الأثر في تغيير مسار الكون واتفق الجميع على العيش بسلام، والعيش على الفطرة التي فطر الله الناس عليه، لاختفت الحروب وأحب كل إنسان أخاه، ولم يحمل في قلبه غلاً أو عداوة.
![عفاف فؤاد البدر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472833350355951700/1472833364000/1280x960.jpg)
حتى لا يخرج الموضوع من بين أيدينا دعونا نضع بعض الحلول التي تساهم في نصرة الأقصى دون اللجوء إلى العنف، أقول العنف، لأن أي حل نضعه تكون فيه مقاومة وعداء وكراهية مع عمل الحملات ضد إسرائيل وأميركا، لن يكسبنا إلا مزيداً من التدمير والخراب للأقصى، ومن هنا لا أقول علينا ألا نتصدق أو نتبرع بما تجود به نفوسنا، ولا أقول بألا نوعي الجيل القادم بتاريخ المسجد الأقصى العظيم، ومسرى الأنبياء، ولكن علينا أن نفعل ذلك دون إثارة الكره والعداوة في نفوسهم، وكذلك لا أقول بأن نتوقف عن الدعاء لهم، بل أفضل الحلول أن ندعو لهم مع التوقف عن الدعوة على اليهود والنصارى وجميع الأعراق والأديان، فعلينا أن نهذب أدعيتنا وندعو بالسلام وأن نتعايش بسلام على هذه الأرض الواسعة، ونعيد النظر في الدعاء الذي نرسله تجاه الآخرين، ماذا يحمل في عمق نواياه: هل الإبادة والإطاحة بالطرف الآخر والهلاك، أم الدعاء بتوجيه الشرور إلى مكان آخر غيري؟هنا علينا الانتباه والوعي بطبيعة الصيغ الدعائية التي ندعو بها، فعلى سبيل المثال، هل دعا الرسول، صلى الله عليه وسلم اللهم عليك باليهود والنصارى؟ بل إنه لما رآى جثة يهودي تمر من أمامه تحسر عليها، وقال "نفس تفلتت من يدي"، من هذا المنطلق تظهر سماحة الإسلام، الذي هو دين السلام والتسامح، كما أن من أسماء الله تعالى السلام، ودئماً نختم في صلاتنا "اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود السلام، فتباركت يَا ذَا الجلال والإكرام"، أفيعقل بعد ذلك أن ندعو بالحروب والتدمير والهلاك على غيرنا، إن مثل هذه الشخصيات التي تفعل ذلك إنما هي مصابة بانفصام الشخصية، فعد وانظر إلى صيغة الدعاء الذي توجهه حتى إذا جاءك نقيضه اسأل نفسك بما دعوت؟! فما هو في الداخل يكون في الخارج.