الرياضة النسائية الكويتية.. تطور «بطيء» يحتاج إلى دعم أكبر

نشر في 05-08-2017 | 13:00
آخر تحديث 05-08-2017 | 13:00
No Image Caption
قطعت الرياضة النسائية الكويتية شوطاً طويلاً وخطوات ثابتة على طريق التطور الملحوظ في العديد من ميادين المنافسة تمكنت خلالها بعض الفتيات الرياضيات الكويتيات من خوض غمار المنافسات العالمية.

ويحرص القائمون على الرياضة النسائية الكويتية على الانطلاق في تلك الرياضة بمعنويات عالية وجهود مخلصة أملاً في تحقيق الإنجازات ورفع علم دولة الكويت في شتى المحافل الرياضية.

مع ذلك فإن الرياضة النسائية مازالت بحاجة إلى دعم أكبر من الدولة والإيمان بأهميتها وإفساح المجال أكثر أمام الفتاة الكويتية لخوض غمار المنافسات العالمية بشكل رسمي ودعم حكومي وليس بجهود فردية فقط.

ولا شك أن إتاحة الفرصة للفتاة الكويتية لخوض المجالات الرياضية المختلفة بل واحترافها أمل ظل ماثلاً في أذهان القائمين على الرياضة النسائية فكانت فكرة دورة الألعاب الأولمبية الخليجية للفتاة التي انطلقت من الكويت برعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في مارس عام 2008 في صالة نادي القادسية الرياضي بخمس ألعاب فقط حتى وصلت الآن إلى 12 لعبة.

انطلاق

وقالت رئيسة الاتحاد الكويتي للرياضة النسائية ورئيسة اللجنة التنظيمية لرياضة المرأة في مجلس التعاون الخليجي الشيخة نعيمة الأحمد الجابر الصباح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت إن الرياضة النسائية انطلقت بقوة منذ سبعينيات القرن الماضي بفضل جهود الشهيد الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح الذي أطلق فكرة الرياضة النسائية بتشكيل فريقي السلة وكرة الطائرة النسائيين.

وأضافت الشيخة نعيمة الأحمد التي تشغل أيضاً منصب رئيسة اللجنة النسائية في اتحاد غرب آسيا لكرة القدم أن عدم وجود أندية رياضية نسائية سوى نادي «الفتاة» الرياضي وعدم الاهتمام بالرياضة النسائية في ظل العادات والتقاليد أدى إلى ركود الرياضة النسائية فترة من الزمن.

وأوضحت أنه انطلاقاً من الحرص على انعاش الرياضة النسائية الكويتية فقد انبثقت عن لجنة المرأة الرياضية الخليجية فكرة إطلاق دورة ألعاب أولمبية خليجية مصغرة كانت انطلاقتها الأولى في الكويت حيث تم تشكيل فرق تنس الطاولة والسلة والرماية والتايكوندو وألعاب القوى، لافتة إلى دعم حضرة صاحب السمو أمير البلاد لتلك الدورة الرياضية وإشعال شعلة البطولة التي شهدت نجاحاً كبيراً.

ولفتت الشيخة نعيمة الأحمد إلى أن دولة الكويت ستستضيف البطولة الخليجية لرياضة المرأة للمرة الثانية عام 2019 والاستعدادات والترتيبات جارية لذلك وهناك اجتماع سيعقد في شهر سبتمبر المقبل لعضوات لجنة المرأة للرياضة الخليجية للتشاور والإعداد لهذه البطولة الخليجية.

وفيما يتعلق بالرياضة النسائية المحلية أفادت بأن الرياضة النسائية الكويتية شهدت تطوراً ملحوظاً حيث سيقام هذا العام الدوري الرياضي للفتيات بين أندية الفتيات الثلاثة «الفتاة» و«العيون» و«سلوى» وسيتم تشكيل فريقين من كل ناد لمزيد من المنافسة.

وقالت إن اجتماعاً موسعاً مع تلك الأندية الثلاثة سيجري الأسبوع المقبل لوضع الخطة لانطلاقة الدوري «الذي نأمل له النجاح وتحقيق الأهداف المرجوة»، مشيرة إلى أن الأمر بحاجة إلى تكاتف الجميع وإعطاء الاهتمام الكافي لتلك الرياضات وتشجيع الفتاة الكويتية على المشاركات المحلية والخليجية والعربية والعالمية.

وأوضحت أن إفساح المجال أمام وجود الفتاة الكويتية في جميع الأندية الرياضية يحتاج إلى دعم مادي وتطوير المنشآت الرياضية والتعاون المثمر والفعال من جميع الأطراف حتى تتمكن من رفع علم بلدها في المحافل الرياضية العالمية.

وأكدت الحرص على استقطاب الناشئة والبراعم من الفتيات والعمل على تدريبهن للمشاركة في البطولات الرمضانية التي تؤهلهن فيما بعد للبطولات الخليجية والعربية وصولاً إلى العالمية.

وقالت الشيخة نعيمة الأحمد إن الكويت ستشارك كذلك في دورة الألعاب الرابعة للأندية العربية للسيدات (بطولة الشارقة المجمعة) التي ستقام في شهر فبراير 2018.

تهيئة

من جانبها، قالت رئيسة مجلس إدارة نادي «الفتاة» الرياضي الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح في تصريح مماثل لـ (كونا) إن النادي حرص على تحقيق العديد من الأهداف من أهمها تكوين الشخصية المتكاملة للفتيات من النواحي الرياضية والاجتماعية والثقافية والصحية والدينية في إطار السياسة العامة للدولة وخطة الهيئة العامة للرياضة.

وأوضحت الشيخة فريحة الأحمد أن النادي عمل بجد واجتهاد على تهيئة الفرق الرياضية النسائية القادرة على المنافسة وإحراز مراكز متقدمة بين الدول.

ولفتت إلى مشاركات النادي العديدة في الكثير من الأنشطة الرياضية منها مشاركة فريق كرة القدم ببطولة جامعة الكويت والجامعات الخاصة ومشاركات أخرى مع النوادي النسائية في الكويت وأكاديمية (إيفرتون).

وأشارت أيضاً إلى اختبارات ترقي الأحزمة لفريق التايكوندو وتنظيم بطولات كرة السلة وبطولة الكويت المفتوحة للتنس الأرضي والبطولات الرمضانية ناهيك عن المعسكرات الداخلية للكاراتيه.

وذكرت أن النادي حقق خلال الفترة 2016 -2017 العديد من الإنجازات الرياضية المحلية منها مشاركة فرق ألعاب القوى والكاراتيه وكرة القدم وكرة الطاولة وكرة السلة والكرة الطائرة في بطولات محلية.

وأشادت بانخراط المرأة الكويتية في المجال الرياضي قائلة «لدينا لاعبات قادرات على العطاء لرفع علم الكويت في مختلف المحافل الرياضية».

ونوهت بالرياضة النسائية الكويتية التي قطعت شوطاً طويلاً في كل ميادين المنافسة في السنوات الأخيرة وبرزت إلى العالمية «انعكاساً لإيمان الكويت وقيادتها الحكيمة بحق المرأة في ممارسة النشاط الرياضي بمختلف صوره».

تطوير

من ناحيتها، استعرضت عضوة مجلس إدارة اللجنة الأولمبية ورئيسة لجنة رياضة المرأة في اللجنة الأولمبية الكويتية فاطمة حيات أهداف اللجنة الرئيسية الثلاثة وأولها تطوير الهيكل التنظيمي للرياضة النسائية في الكويت بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة والاتحادات والأندية الرياضية.

وقالت حيات لـ (كونا) إن الهدف الثاني يتمثل في تأسيس منتخب وطني لكرة القدم تمهيداً للمشاركة في تصفيات العالم عام 2024 لما لكرة القدم من شعبية وقبول لدى الفتاة الكويتية.

وذكرت أن الهدف الثالث ينص على تنظيم وإطلاق حملة توعية وطنية لتحفيز وتشجيع الفتيات على المشاركة بفاعلية في الرياضة ومحاولة تغيير وجهة نظر المجتمع تجاه رياضات المرأة.

وأوضحت أنه تم فعلياً البدء في بعض الخطوات منها تطوير الهيكل التنظيمي وتشكيل لجان نسائية في عدة اتحادات رياضية منها الاسكواش والتنس الأرضي.

وبينت أن شهر رمضان الماضي شهد أول بطولة لكرة القدم النسائية الرسمية تحت إشراف اتحاد كرة القدم وتوفير حكام وطنيين بحضور وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة خالد الروضان والمدير العام للهيئة العامة للرياضة بالإنابة الدكتور حمود فليطح.

ودعت حيات إلى ضرورة إتاحة الفرصة أمام الشابات الرياضيات في الأندية الرياضية والاستفادة من خبراتهن في الإدارة وتنظيم البطولات للارتقاء بالرياضة النسائية في البلاد وإحداث التغيير المطلوب والأمر بحاجة لجهود الجميع والايمان بأهمية الرياضة النسائية.

وأشارت إلى أن الرياضة النسائية في الكويت لم تصل إلى مرحلة الاحتراف ولم تتم الاستفادة من اللاعبات الكويتيات المخضرمات كمدربات للبراعم والناشئة مؤكدة ضرورة دمج الرياضة النسائية بالجسم الرياضي لتحقيق حلم فتيات الكويت.

back to top