حسابات الغزو والتحرير
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
ليس من حل أمام الشعبين سوى التعايش ثقافيا، والعمل على المزيد من التقارب، كما كان الوضع قبل ذلك الخميس البغيض. لقد أثرت الثقافة العراقية في الماضي كثيرا في الجسد الثقافي الكويتي، وكانت البعثات الدراسية نحو بغداد تضاهي مثيلاتها نحو القاهرة. ويمكن العودة لتلك الأيام التي تتخللها الأسابيع الثقافية، ودعوة مجاميع مسرحية وغنائية على مدار العام، سواء من العراق إلى الكويت أو بالعكس. ليس أمام الشعبين سوى التخلص من ترسبات الماضي، والتفكير جديا في المستقبل، لبناء أجيال متحابة ومتصالحة تتشارك في البناء أكثر من المساهمة في الهدم، فالعيش في كنف الماضي لن يمنحنا سوى مزيد من البغض والكراهية. وربما قراءة التاريخ تساهم جيدا في أن نتخلص من هذا القلق التاريخي، فلم تكن اليابان في الأمس، الذي شهد حربا مدمرة قصفت فيها بالأسلحة النووية في أبشع حرب بينها وبين أميركا، كحالها اليوم، وهي تنتفض على جراحها، لتصبح المنافس التقني الأول للولايات المتحدة، وأحد أهم الاقتصادات في العالم. وما ينطبق على اليابان ينطبق على ألمانيا هتلر، رغم أن تلك الحروب الشرسة والبشعة لم تكن بين شعبين تربط بينهما لغة ودين وامتداد تاريخي واجتماعي، كما هي الحال بين العراق والكويت. علينا أن نعمل بجدية حقيقية لنزع الشعور بالريبة، والأحداث القادمة تنبئ بالكثير من الصراعات في المنطقة الخليجية، وهي تسير نحو مجهول لا نعرف نهايته. فالمشكلة الأكبر الآن، هي أن أصوات الكراهية بدأت تعبث أيضا بعلاقة الكويت بجيرانها في الخليج، وهو أمر معيب، إذا لم ننتبه له ونوقفه عند حده بالرفض، فإننا نساهم في زرع المزيد من الفرقة والكراهية بين الشعوب الأكثر قربا لنا.