مصر| السلف يتسلل إلى الشارع بحملة لتعدد الزوجات
هجوم على «زوِّجي - زوجك»... ونصير: هوس لا علاقة له بالشرع
سبَّبت حملة سلفية التوجه، أطلق عليها اسم "زوّجي - زوجك"، إعادة طرح التيار السلفي في الشارع المصري، بعد سنوات من تراجع جماعة "الإخوان".الدعوة الجديدة، التي أعلنتها سيدة منتقبة تُدعى رانيا هاشم، تقول إنها تخرجت في كلية الآداب قسم لغات شرقية، في جامعة القاهرة، ودرست العقيدة والفقه في أحد معاهد "إعداد الدعاة"، تأتي في سياق بحث التيار السلفي عن مساحة للحركة في الشارع، مستغلة ظاهرة مجتمعية خطيرة مثل ظاهرة العنوسة، في وقت تعاني فيه مصر كثافة سكانية، إلى الحد الذي تقترب فيه من سن تشريع "العقوبة القانونية على كثرة الإنجاب"، والذي يعاقب الأسرة على إنجاب أكثر من طفلين.
وأعلن بعض رجال الأعمال السلفيين من أصحاب محال "صناعة الأثاث" مؤخراً، تقديم خصم بقيمة 50 في المئة من قيمة سعر أثاث المنزل، في حال شرائه من أجل الزواج بامرأة ثانية، ووصل الخصم إلى 75 في المئة في حال الزواج بامرأة ثالثة أو رابعة.رانيا صاحبة كتاب "التعدد شرع"، قالت في تصريحات، إن "التعدد حماية للمجتمع وللمرأة"، لافتة إلى أن فكرتها لاقت استحساناً لدى الكثيرين، الأمر الذي تحفظ عليه عدد من الخبراء في مجال حقوق الإنسان، بالإضافة إلى قيادات في الأزهر والبرلمان.أستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، النائبة البرلمانية آمنة نصير، اعترضت على المبادرة، مشيرة إلى "اننا لا نعاني نقصان عدد الذكور بسبب الحروب، لكي نبرر فكرة تعدد الزوجات"، وأضافت: "ما يحدث هوس بالمتعة، لأن فطرة المرأة لا تقبل تزويج زوجها، وما يحدث من هذا المرأة السلفية ما هو إلا شو إعلامي، والتيار السلفي دائماً لا يهتم ببناء حضارة أو صناعة مستقبل، ولا ينشغل إلا بزواج المرأة فقط، والإسلام له حكمة في التعدد، ولم يغلق الباب أمام الزواج مجدداً للضرورة، أي في حالتي المرض أو العقم".أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، د. سامية خضير، اعتبرت الدعوة الجديدة حرباً ضد إنجازات المرأة المصرية، خلال العقود السابقة، بينما قالت الناشطة والأكاديمية عزة هيكل، إن الحملة مهينة للمرأة، وقالت: "الزواج يكون بأسباب يحددها الزوج لا لحل مشكلة العنوسة، فهذه حملة ساخرة في الحقيقة".