أدى الرئيس الإيراني المحسوب على التيار المعتدل، حسن روحاني، اليمين الدستورية، أمس، بعد انتخابه لدورة رئاسية ثانية، في حفل حضره المستشار بالديوان الأميري د. يوسف حمد، ممثلاً عن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، ونحو 100 وفد أجنبي ضمت 8 رؤساء جمهوريات و19 رئيس برلمان و9 مساعدين لرئيس جمهورية و11 وزيرا للخارجية و35 مبعوثا خاصا من مختلف دول العالم.

وشكل حضور عدد من الشخصيات العالمية، في مقدمتها مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني، حفل تنصيب روحاني، الذي تعهد بانفتاح إيران أمام التجار والاستثمار الخارجي، رغم المقاومة الشديدة التي يواجهها من التيار الأصولي، انعكاسا ايجابيا لأثر الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الدول الكبرى، في اتجاه تخفيف عزلة طهران الدولية. ومثل بريطانيا التي استعادت علاقاتها مع طهران وتبادل البلدان إعادة فتح سفارتيهما خلال فترة رئاسة روحاني الأولى، وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت.

Ad

حضور وتقارب

ومن بين أبرز الوجوه التي حضرت الحفل الذي اقيم بالبرلمان في طهران، بعد يومين من تصديق المرشد الإيراني علي خامنئي على تولي روحاني الرئاسة لفترة ثانية، الرئيس العراقي فؤاد معصوم والرئيس الأفغاني أشرف عبدالغني والرئيس الأرميني سيرج سركيسيان ووزير الاقتصاد والتجارة القطري، أحمد جاسم آل ثاني.

وعزز حضور رئيس البرلمان الكوري الشمالي، كيم يونغ نام، التقارب المطرد بين طهران وبيونغ يانغ، وبشكل خاص في الشؤون الدفاعية، في وقت تشهد العلاقات بين إيران والولايات المتحدة توترا ملحوظا منذ وصول الرئيس الجديد دونالد ترامب لسدة الحكم بالبيت الأبيض يناير الماضي.

وأمام الرئيس المنتخب أسبوعان ليقدم تشكيل حكومته للبرلمان لإجراء اقتراع بالثقة عليها. وحقق روحاني، 68 عاما، فوزا كبيرا في انتخابات الرئاسة في مايو الماضي على منافسه مرشح التيار المتشدد إبراهيم رئيسي.

وكان روحاني تعهد في حملته الانتخابية بإجراء إصلاحات وإطلاق سراح السجناء السياسيين، الذين ألقي القبض عليهم خلال احتجاجات 2009 التي اعقبت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد لفترة ثانية، كما تعهد بضمان الحقوق المدنية و"استعادة كرامة البلاد".

انتهاز وتمسك

وانتهز روحاني استقباله لموغيريني، أمس، ليؤكد تمسك بلاده بـ"الاتفاق النووي"، وقال إن "انتهاك واشنطن للاتفاق، بشكل متكرر، وفرض عقوبات جديدة على إيران يؤثر سلبا على الرأي العام الإيراني".

وأفادت وكالة "تسنيم" أن الرئيس الإيراني أشاد بـ"الخطوات الايجابية والمهمة" التي اتخذت في سبيل تعزيز العلاقات بين بلاده والاتحاد الاوروبي، لافتا إلى الدور الذي لعبه الاتحاد من أجل التوصل إلى الاتفاق النووي لحفظ الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل التوتر الذي يشهده الشرق الأوسط.

وشدد الرئيس الإيراني على أن طهران ملتزمة بتعهداتها في الاتفاق النووي مادامت الدول الأخرى ملتزمة، حاثاً الاتحاد الأوروبي على تحمل مهمة التزام جميع أطراف الاتفاق النووي بتعهداتها، وأضاف أن أداء واشنطن إزاء التزاماتها يبعث على القلق.

وأكد أن "تدخل الدول الأجنبية يمثل أكبر مشكلات المنطقة"، واصفا الإرهاب بأنه "المعضلة المشتركة لجميع دول المنطقة والعالم".

برنامج شامل

بدورها، قالت موغيريني إن الاتحاد يسعى لوضع برنامج شامل يضمن تطبيق "الاتفاق النووي"، مؤكدة أنه حقق إنجازات ونتائج مهمة جدا لإيران وأوروبا.

وأشارت المفوضة الأوروبية إلى أن الاتفاق لا يخص طرفا واحدا فقط، بل على جميع أطرافه والمجتمع الدولي أن تسعى للحفاظ عليه، والعمل على تطبيقه بشكل صحيح وكامل.

وأكدت أن مشاركة وفد من الاتحاد الأوروبي في مراسم التنصيب كان قرارا سياسيا هاما، يدل على عزم الدول الأوروبية على تطوير علاقاتها مع إيران والحفاظ على "الاتفاق النووي".

رد البالستي

وفي وقت سابق، انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال لقاء مع موغيريني، مواقف حكومات أوروبية من تجاربها الصاروخية البالستية. وقال مكتب ظريف، في بيان بعد الاجتماع، إن تجارب إيران الصاروخية وإطلاقها القمر الاصطناعي في 27 يوليو "لا يتعارضان" مع قرارات الأمم المتحدة. ووصف الوزير الإيراني البيان الأخير الذي صدر بالاشتراك بين ألمانيا وبريطانيا وفرنسا مع الولايات المتحدة بـ"حركة في المسار الخاطئ".

تدمير الاتفاق

واتهم ظريف الرئيس الأميركي بمحاولة تدمير الاتفاق النووي، وقال إن على أوروبا أن تكون حذرة بهذا الشأن. وانضمت لندن وباريس وبرلين الأسبوع الماضي إلى دعوة واشنطن المطالبة بتحرك لمجلس الأمن رداً على إطلاق القمر الاصطناعي، قائلة إن التكنولوجيا يمكن استخدامها في صواريخ بالستية وبأنها "تشكل تهديدا ومستفزة".

وقال ظريف، في بيان، "إنه المسار الخطأ".

وصدر قرار الامم المتحدة رقم 2231 لترسيخ "الاتفاق النووي" الموقع عام 2015 بين طهران والدول الكبرى، ويطلب من إيران عدم إطلاق الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.

تعاون روسي

في السياق، ذكرت تقارير روسية رسمية، أمس، أن موسكو وطهران اتفقتا على تعزيز التعاون العسكري والتقني والتكنولوجي، في أعقاب العقوبات الأميركية الجديدة المفروضة على الدولتين.

واجتمع نائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري روغوزين، في طهران، مع وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، أمس، لـ"بحث إمدادات جديدة من الأسلحة الروسية إلى إيران".