في حضور ممثل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أدى حسن روحاني أمس اليمين الدستورية رئيساً لإيران لولاية ثانية، وسط اتهامات من حلفائه في التيار الإصلاحي بـ«التخاذل والتخلي عن وعوده».وبدأ روحاني، رجل الدين المعتدل البالغ من العمر 68 عاماً، رسمياً ولايته الثانية ومدتها أربع سنوات، بخطاب حاد اتهم فيه الولايات المتحدة بمحاولة تقويض الاتفاق النووي وتحذير رئيسها دونالد ترامب من الانتحار السياسي.
وقال روحاني، خلال مراسم تنصيب بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة وحضرها إضافة إلى المستشار بالديوان الأميري د. يوسف الإبراهيم 8 رؤساء ونحو 100 وفد أجنبي من رؤساء برلمانات ووزراء خارجية، إن «الولايات المتحدة شريك لا يعتمد عليه بالنسبة للعالم ولا بالنسبة لحلفائها القدامى، ومن يريدون تمزيق الاتفاق النووي عليهم أن يعرفوا أنهم سيمزقون بذلك حياتهم السياسية».وشدد على أن «إيران لن تكون أول من ينسحب من الاتفاق النووي، لكنها لن تبقى صامتة على الانتهاكات الأميركية المتكررة للاتفاق».وقبل حفل التنصيب، الذي أقيم بمقر مجلس الشورى بطهران، انتهز روحاني لقاءه مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني في تأكيد تمسك إيران بـ«الاتفاق النووي»، والتحذير من أن «انتهاك الحكومة الأميركية المتكرر لالتزاماتها يمكن أن يكون مدمراً للاتفاق».
بدورها، أكدت موغيريني أن مشاركة وفد من «الاتحاد» في مراسم التنصيب كان قراراً سياسياً مهماً، يدل على عزم الدول الأوروبية على تطوير علاقاتها مع إيران، والحفاظ على «الاتفاق النووي» الذي يواجه انتقادات حادة من ترامب.ومع استعداده لطرح تشكيلة حكومته الجديدة أمام مجلس الشورى في غضون أسبوعين، يواجه روحاني منذ أيام انتقادات مسؤولين يأخذون عليه أنه تخلى عن تعيين نساء في مناصب وزارية، ولم يمنح سوى مناصب قليلة للإصلاحيين، الذين ساندوه في حملته الانتخابية.وكان المرشحون الإصلاحيون انسحبوا من السباق دعماً لروحاني، الذي انتخب في المرتين على وعد بتطبيع العلاقات مع الغرب وتعزيز الحريات الثقافية والاجتماعية والسياسية.ولم يكشف الرئيس بعد عن تشكيلة حكومته، وأمامه مهلة أسبوعين اعتباراً من أمس لإعلانها، على أن يحصل على تصويت ثقة في «الشورى»، ومن المتوقع، بحسب عدة مصادر، أن يحتفظ وزيرا الخارجية محمد جواد ظريف والنفط بيجان نمدار زنقانة بمنصبيهما.