«عالم الفكر» تناقش واقع الرواية العربية وخيالها

9 أكاديميين يقدمون دراساتهم المتنوعة في اللغة والفلسفة وحرية التعليم

نشر في 07-08-2017
آخر تحديث 07-08-2017 | 00:01
غلاف مجلة "عالم الفكر"
غلاف مجلة "عالم الفكر"
يقدم تسعة أكاديميين دراساتهم في مجلة «عالم الفكر»، وهي دورية محكمة تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وتدور الأبحاث المقدمة في العدد 171، حول موضوعات فكرية وأدبية، من الرواية بين الخيال والواقع والتجريب في المتخيل السردي، مروراً بالتناول النقدي لنموذجين من الرواية العربية، إضافة إلى تناول التداولية في المسرح بين النظرية والتطبيق وغيرها من الموضوعات المعنية بالحرية الأكاديمية والأخطاء العلمية.
يتمحور العدد "171" من مجلة "عالم الفكر" حول موضوعات منتقاة بدقة من حقول علمية إنسانية متصل بعضها ببعض، فيسلط الضوء على الرواية العربية والفكر المركب لدى ابن الهيثم وعبقرية ألبرت آينشتاين.

ويستهل الباحث عبدالله شطاح "عالم الفكر" من خلال ورقته البحثية "تسريد الذات بين الرواية والمرجع والمتخيل"، مركزاً على تطور أدوات اللغة التعبيرية لدى الكتاب وبحثهم عن بدائل أيديولوجية عقب انهيار بعض القناعات السابقة، إذ جنح البعض بقوة نحو هذا التغيير بينما انكفأ البعض على نقل الواقع المعيش نقلاً فجاً لا يعكس أي رغبة إبداعية.

محفوظ والرفاعي

وضمن الاتجاه ذاته، ينتقي د. مصطفى بيومي عبدالسلام عبر "التجريب في المتخيل السردي" نموذجين روائيين مختلفين يمثلان عصرين متباينين هما رواية "حديث الصباح والمساء" لنجيب محفوظ ورواية "الثوب" لطالب الرفاعي، ويوضح أن رواية "حديث الصباح والمساء" تتمرد على طرق السرد الروائي وتنحو نحو تجريب أشكال روائية لم تكن موجودة في السرد العربي، في حين رواية "الثوب" صعب تجنيسها فهي نص تمتزج داخله عوالم سردية متعددة منها عالم الرواية المتخيل وعالم التخييل الذاتي والسيرة الذاتية وأخيراً اليوميات.

بدوره، يتتبع الباحث خليفة غيلوفي عبر بحثه "الرواية العربية... من تأسيس الهوية إلى رهانات الحداثة" السرد العربي والتطورات التي طرأت على الرواية العربية، ويقول ضمن السياق:" شهدت الرواية تحولات عديدة طرأت في مراحل التكوين والنضج ثم الحداثة، فإذا كانت حقبة الربع الأول من القرن العشرين هي مرحلة التأسيس للرواية بوصفها جنساً أدبياً وتأكيد الوجود والهوية الخاصة، فإن عقود الأربعينيات والخمسينيات والستينيات كانت مرحلة نضج الرواية العربية وتأصيل أو تجذير، الفن الروائي ضمن السلسلة الأدبية العربية، ذلك أن الرواية بفضل عدد من الروائيين المتميزين، سارت خلال هذه المرحلة تجاه إرساء جملة من التقاليد الروائية، التي كان لها أثر كبير في مسيرة الرواية لاحقاً، حيث أسهمت هذه التقاليد في بلورة تصور مشترك للرواية إبداعياً وتلقياً، مما مهد الطريق أمام تكوّن ذاكرة روائية حقيقية بعد أن ظلت الرواية العربية تعد لفترة طويلة مجرد تقليد للتجربة الغربية في هذا المجال.

سيميائية الشخصيات

وفي ورقة الباحث الحسين أوعسيري، التي جاءت بعنوان "سيميائية الشخصيات في رواية "سيرك عمار" لسعيد علوش" يرى أن رواية لم تخرج عن الكتابة الروائية الكلاسيكية، التي تسعى إلى تبليغ رسائل مضمرة أو صريحة، وتحكمها رؤية ذات مقصدية، وليست نصاً تجريبياً فقط، كما أن السيرك في العمل الروائي هو صورة مصغرة للحياة بكل تناقضاتها يتصارع فيها الخير مع الشر والقوي مع الضعيف والأجنبي مع العربي ويتحول الإنسان إلى حيوان مفترس عندما يرغب في تحقيق مصالحه.

قراءة تحليلية

يبحث د. المعتمد الخراز في موضوع "الجمالي والتربوي في رواية عيوشة لمحمد عز الدين التارزي"، مقدماً قراءة تحليلية في الشكل والمعنى، ويشرح ضمن هذا السياق: "راهن الروائي التارزي خلال روايته الموجهة للطفل على بعدين أساسيين، "الجمالي" و"التربوي"، فاستطاع التارزي أن يوازن بين رهاني المعادلة الإبداعية التي تميز أدب الطفل، أي "الجمالي" و"التربوي" وأن يجعل المحتوى القيمي جزءاً من البناء الفني للعمل لا خطاباً متعالياً أو موازياً وهي استراتيجية نصية شأنها تحقيق متعة القراءة وتأثير في المتلقي".

النظرية والتطبيق

في المسرح، يكتب د. عمر الرويضي عن "تداولية المسرح بين النظرية والتطبيق" في بحثه يتتبع مسار ظهور التداولية التي تهتم بالعمل التخاطبي للوصول إلى المعنى، فمن هذا المنطلق يجب السير وفق منهج يراعي سيرورة العمل التخاطبي، فتنطلق مرحلة التخاطب بالمتكلم المخاطب، الذي يعمل على إصدار خطاب يعبر فيه عن مقاصده، في سياق تخاطبي معين، موجه إلى متلق معين ليفهم منه قصد المتكلم ويحدث الأثر اللازم فيه.

أهمية تاريخية

وفي بحث "ابن الهيثم الرائد البعيد للفكر المركب"، يرى د. جلال الدريدي أن الإصلاح الهيثمي للبصريات القديمة ينطوي على أهمية تاريخية حاسمة لأنه تمرين فلسفي نادر كشف لحظة حاسمة لا في مسمار العلم فقط بل في مسار تطور العقل العلمي.

التقدم العلمي

أما د. سائر بصمة جي فقدم بحثاً بعنوان "الأخطاء العلمية ثنائية الإعاقة والتقدم العلمي" منتقياً ألبرت آينشتاين نموذجاً، ويقول ضمن هذا الصدد:" مهما بلغ العالم من الذكاء والعبقرية، فإنه لا يعني أن كل فرضياته صحيحة في العلم، كما أنه ربما يقع هذا العالم في أخطاء على المستوى الشخصي أو في الحياة، إن مدرسة الفيزياء النظرية التي أرسى قواعدها آينشتاين لا تختلف عن تلك التي سار عليها نظراؤه من الفيزيائيين النظريين سواء الذين تابعوا أبحاث النسبية أو الذين عملوا في مجال الميكانيك الكمومي، لقد أراد آينشتاين وغيره من العلماء الوصول إلى الحقيقة وفهم الواقع الفيزيائي للعالم المحيط بنا".

الحرية الأكاديمية

وفي البحث الأخير في المجلة، يقول د. أحمد صادق عبدالمجيد في بحثه الحرية الاكاديمية لدى أعضاء هيئة التدريس في الجامعات العربية، إن الفهم الجيد للحرية الأكاديمية في منظومة التعليم العالي يمكن أن يسهم في إثراء مؤسسة التعليم الجامعي وزيادة فعاليته، فالحرية تمثل بنياناً شخصياً يمارسه عضو هيئة التدريس من خلال تفاعله مع منظومة التعليم العالي من مختلف جوانبها.

مصطفى بيومي يقارن بين «حديث الصباح والمساء» و«الثوب»

الحسين أوعسيري يتناول سيميائية الشخصيات في رواية «سيرك عمار»
back to top